وان لم يكن عندكم فلا تباعة عليكم» (١) وبلا جواب كذلك!
ولذلك وللمرة الثالثة اتماما للحجة أنذرهم فأعذر بأنّه بحول الله وقوته سيورثه الله أرضهم لتكون لمن يشاء من عباده : «من محمد بن عبد الله ، الاميّ ، رسول الله إلى يهود خيبر :
أمّا بعد ، فإن الارض لله يورثها من يشاء من عباده ، والعاقبة للمتقين ، ولا حول ولا قوة الّا بالله العلي العظيم».
ورد هذا في كتاب «الاختصاص» المنسوب الى الشيخ المفيد (٢) ، مرفوعا الى ابن عباس : أن جبرئيل أمره صلىاللهعليهوآله أن يكتب الى أهل الكتاب ـ يعني اليهود والنصارى ـ كتابا ، وأملى جبرئيل عليهالسلام على النبي صلىاللهعليهوآله كتابه ، وكاتبه يومئذ سعد بن ابي وقاص ، فكتب الى يهود خيبر بهذا الكتاب ... ووجّهه إليهم.
فلما وصل الكتاب إليهم أتوا به رئيسا لهم يقال له عبد الله بن سلام (٣).
التهيؤ للغزو :
وكأنه صلىاللهعليهوآله بعد هذه الدعوات المكرّرة ثلاثا اتماما للحجة وإعذارا وانذارا ، وبعد أن أقام ـ كما قال الواقدي ـ لذلك بقية ذي الحجة والمحرم من سنة سبع ، أمر أصحابه بالتهيؤ للغزو ، فهم مجدّون لذلك (٤).
__________________
(١) مكاتيب الرسول ١ : ١٧٢ عن السنن الكبرى ١٠ : ١٨٠.
(٢) للتحقيق في ذلك انظر مقالات السيد محمد جواد الشبيري الزنجاني في المجلة الفارسية «نور علم» العدد ٤٠ و ٤٢.
(٣) قيل : ان اسمه كان الحصين ، وأسلم في السنة الثانية فسماه رسول الله عبد الله. وعليه فلا يصحّ هذا الخبر بطوله راجع الاختصاص : ٤٢ ـ ٥١.
(٤) مغازي الواقدي ٢ : ٦٣٤.