رأسه بعصابة حمراء فوق المغفر يختال في مشيته ، وبدر اليهوديّ فضربه فقطع رجليه ثم أجهز عليه ثم سلبه درعه وأخذ سيفه وجاء بهما إلى النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم فنفّله إياهما. ثم أحجم اليهود عن البراز ، فكبّر المسلمون ثم تحاملوا على الحصن يقدمهم أبو دجانة حتى دخلوه .. فهرب من كان فيه من المقاتلة وتقحّموا الجدر كأنهم الظّباء حتى صاروا إلى حصن النّزار بالشق. ووجد المسلمون في قلعة سمران من حصن أبيّ أثاثا وغنما وطعاما ومتاعا ..
حصن النّزار بالشّق :
قال : هرب مقاتلة اليهود من قلعة سمران من حصن أبيّ حتى صاروا إلى حصن النّزار بالشّق ، وجعل من بقي في قلل النّطاة يأتي إلى حصن النّزار ، فامتنعوا فيه أشد الامتناع وغلّقوه على أنفسهم (١). ونظر رسول الله إلى حصن النّزار فقال : هذا آخر حصون خيبر فيه قتال (٢).
قال الراوندي : فلما كان من الغد ركب رسول الله صلىاللهعليهوآله بغلته وقال للمسلمين : اتبعوني وسار نحو القلعة ، وأقبلت السهام والحجارة نحوه ، فكانت تمرّ عن يمنته ويسرته ، فلا يصيبه شيء منها ولا أحدا من المسلمين ، حتى وصل رسول الله إلى باب القلعة ، فأشار بيده إلى حائطها ، فانخفض الحائط حتى صار مع الأرض ، فقال للناس : ادخلوا القلعة من رأس الحائط بغير كلفة (٣).
وقال الواقدي : فأخذ كفّا من الحصى فحصب به حصنهم ، فرجف بهم ، ثم
__________________
(١) مغازي الواقدي ٢ : ٦٦٢ ـ ٦٦٨.
(٢) مغازي الواقدي ٢ : ٦٦٩.
(٣) الخرائج والجرائح ١ : ١٦٥ ح ٢٥٣.