وعليه فهو آخر شهيد من الصحابة على عهده صلىاللهعليهوآله قتل بيقينه وصدقه مؤثرا فضيلة الشهادة في سبيل الحق على الأخذ برخصة التقيّة ، كما كان ياسر وسميّة أبوا عمّار أول شهيدين على الصدق واليقين ، مؤثرين فضيلة الشهادة في سبيل الحق على الأخذ برخصة التقيّة.
ولم يبق مسيلمة للمسالمة مجالا ؛ لأنّه بهذا يكون قد بدأ بالقتال مع المسلمين. فبعث رسول الله فرات بن حيّان العجلي الى ثمامة بن أثال (١) في قتل مسيلمة (٢).
فأتته أمداد من بني تميم (٣) حتى خاف أن يغلبه ثمامة على الحجر (٤).
ثم عظمت الفتنة :
وكان قد رحل من بني حنيفة الرحّال بن عنفوة الحنفي الى المدينة مسلما مهاجرا متعلّما للقرآن متفقّها في الدين ، وقرّئ القرآن وفقّه في الدين ، فبعثه النبي صلىاللهعليهوآله اليوم معلّما لأهل اليمامة وليشد من أمر المسلمين وليتغلّب على مسيلمة. ولكنّه سالم مسيلمة حتى شهد له أنّه سمع محمدا صلىاللهعليهوآله يقول : إنّه قد أشرك معه. فصدّقوه واستجابوا له.
فكان الرحّال بن عنفوة لا يقول شيئا إلّا ويتابعه مسيلمة وينتهي الى أمره! (٥) وأصبح ثمامة متلددا مع المسلمين من بني حنيفة من بني سحيم ومن أهل القرى من سائر بني حنيفة حتى لحق بالعلاء بن الحضرمي بالبحرين (٦).
__________________
(١) الطبري ٣ : ١٨٧.
(٢) الاستيعاب ٣ : ٢٠٥ ، واسد الغابة ٤ : ١٧٩ ، وانظر مكاتيب الرسول ١ : ٣٩.
(٣) الطبري ٣ : ٢٦٩ عن سيف.
(٤) الطبري ٣ : ٢٧٢ عن سيف.
(٥) الطبري ٣ : ٢٨٢ ، ٢٨٣.
(٦) الطبري ٣ : ٣٠٤ و ٣٠٥.