وصيّة النبيّ إلى علي عليهالسلام :
قال : فلما خرجوا من عنده قال عليهالسلام : ارددوا عليّ اخي عليّ بن أبي طالب ، وعمّي. فأنفذوا من دعاهما ، فحضرا.
فالتفت صلىاللهعليهوآله الى عمّه وقال له : يا عباس يا عمّ رسول الله ، تقبل وصيّتي ، وتنجز عدتي ، وتقضي عنّي ديني؟ فقال العباس : يا رسول الله ، عمّك شيخ كبير وذو عيال كثير ، وأنت تباري الريح سخاء وكرما ، وعليك وعد لا ينهض به عمّك!
فأقبل علي عليهالسلام وقال له : يا أخي ، تقبل وصيّتي ، وتنجز عدتي ، وتقضي عنّي ديني ، وتقوم بأمر أهلي من بعدي؟ قال علي عليهالسلام : نعم ، يا رسول الله ... فدعا بسيفه ودرعه وجميع لامته وعصابة كان يشدها على بطنه إذا خرج الى الحرب ، فجيء بها إليه فدفعها إليه ، ونزع خاتمة من يده وقال له : خذ هذا فضعه في يدك ، وضمّه إليه وقال له : امض على اسم الله الى منزلك (١).
__________________
كان رأسه في حجر أمّ الفضل (كذا) فقالت له : نعيت إلينا نفسك وأخبرتنا أنّك ميّت ، فإن يكن الأمر لنا فبشّرنا ، وإن يكن في غيرنا فأوص بنا ، فقال لها النبي صلىاللهعليهوآله : أنتم المقهورون المستضعفون بعدي. فلعلّ هذا هو أصل الخبر.
وروى الطوسي في الأمالي : ١٠٦ م ٤ ح ١٦١ ، بسنده عن ابن عباس قال : لما حضرت رسول الله الوفاة حضرته وقلت له : يا رسول الله فداك أبي وأمي قد دنا أجلك فما تأمرني؟ فقال : يا بن عباس ، خالف من خالف عليا ولا تكونن لهم ظهيرا ولا وليا. فقلت : يا رسول الله لم لا تأمر الناس بترك مخالفته؟ فبكى. وقال : يا ابن عباس ، قد سبق فيهم علم ربّي ، والذي بعثني بالحق نبيّا لا يخرج أحمد ممن خالفه من الدنيا وأنكر حقّه حتى يغيّر الله ما به من نعمة.
يا بن عباس ، احذر أن يدخلك شكّ ، فان الشكّ في علي كفر بالله.
(١) الارشاد ١ : ١٨٥ ، وروى الخبر الصدوق في علل الشرائع ١ : ١٩٨ ب ١٣١ ح ١ ، عن