فحين نزلت هذه الآية في المائدة «ترك المسح على الخفّين» (١) ويكفي في مناسبة الآية كونهم على سفر وكثيرا ما لا يجدون ماء.
اثنا عشر نقيبا :
وفي الآية (١٢) يذكّر الله المسلمين بنقباء بني اسرائيل الاثني عشر إذ يقول : (وَلَقَدْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً ...) ونقل الطبرسي عن أبي مسلم المفسّر قال : بعثوا أنبياء ليعلّموا الأسباط الاثني عشر التوراة وليقيموا لهم الدين ويأمروهم بما فرض الله عليهم وأمرهم به. وقال أبو القاسم البلخي : يجوز أن يكونوا رسلا ويجوز أن يكونوا قادة. وقال قتادة البصري : شهداء على أقوامهم من أسباط بني إسرائيل الاثني عشر (٢).
وكأن التذكير بهم تمهيد لاعلان ميثاق الولاية في يوم الغدير ، وهي مناسبة النزول. ثم تستمر الآيات خطابا وعتابا على أهل الكتابين اليهود والنصارى الى الآية العشرين.
يا موسى إنّا لن ندخلها أبدا :
ومن (٢٠) الى (٢٥) في التذكير بأمر موسى لقومه أن يدخلوا الأرض المقدسة : (قالُوا يا مُوسى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها) ...* (قالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ) وكأن الآيات للتذكير بأن صحبة قوم موسى النبيّ اولي العزم له لم يورثهم عزما فقد بلاهم الله فلم يجد لهم عزما
__________________
(١) تفسير العياشي ١ : ٣٠٢ ح ٦٢ ، عن الصادق عن علي عليهماالسلام.
(٢) مجمع البيان ٣ : ٢٦٥ ، وانظر الميزان ٥ : ٢٤٠.