فحملت نفسي على الصبر عند وفاته ، بلزوم الصمت ، والاشتغال بما أمرني به من تجهيزه وتغسيله وتحنيطه وتكفينه (١).
غسله والصلاة عليه ودفنه :
وأفاد المفيد في «الارشاد» أنّ عليّا عليهالسلام لما أراد غسل رسول الله صلىاللهعليهوآله استدعى الفضل بن العباس فعصّب على عينيه ـ حسب وصيّة النبي ـ وأمره أن يناوله الماء لغسله. ثم شقّ قميصه من جيبه حتى سرّته ، وتولّى غسله وتحنيطه وتكفينه (٢).
وروى الكليني عن الصادق عليهالسلام : أن رسول الله أحرم في ثوبين : عبري (من اليمن) وظفاري (صحاري عماني) وكفّن فيهما (٣).
وفي آخر عنه عليهالسلام : في ثلاثة أثواب : ثوبين صحاريّين وثوب حبرة (٤).
وروى المفيد بسنده عن ابن عباس قال : لما فرغ علي عليهالسلام من غسله (وكفّنه) كشف الإزار عن وجهه ثم قال : بأبي أنت وأمي طبت حيّا وطبت ميّتا ، لقد انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت أحد ممن سواك من النبوّة والأنباء ، خصّصت حتى
__________________
(١) الخصال ١ : ٣٧٠ ، ٣٧١ ، عن الباقر وعن محمد بن الحنفية ، وفي الاختصاص : ١٦٤.
(٢) الارشاد ١ : ١٧٨ وروى ابن اسحاق في السيرة ٤ : ٣١٢ ، عن عكرمة عن ابن عباس : أنّ الذين ولوا غسله صلىاللهعليهوآله إنمّا هم أبوه وأخواه الفضل وقثم وعلي بن أبي طالب وأسامة وشقران مولياه. وكان علي قد اسنده الى صدره وعليه قميصه يدلكه من وراء القميص ، واسامة وشقران يصبّان الماء ، والعباس وابناه الفضل وقثم يقلبونه مع علي عليهالسلام.
(٣) فروع الكافي ٤ : ٣٣٩ ح ٢ ، والفقيه ٢ : ٣٣٤ ح ٩٥٩٤ ، وعنهما في الوسائل ٣ : ١٦ ب ٥ ح ١.
(٤) فروع الكافي ١ : ٣٣٠ ح ٦ و ٣ : ١٤٣ ح ٢ ، والتهذيب ١ : ٢٩١ ح ٨٥٠ ، وابن اسحاق في السيرة ٤ : ١١٣ ، وعنه عن أبيه عن جدّه السجاد عليهمالسلام ، وعن الزهري عن السجاد عليهالسلام. وفي اليعقوبي ٢ : ١١٤.