نوره ، وعصمكم من الزلل وآمنكم من الفتن. فتعزّوا بعزاء الله ، فانّ الله لم ينزع منكم رحمته ولن يزيل عنكم نعمته ، فأنتم أهل الله عزوجل الذين بهم تمّت النعمة ، واجتمعت الفرقة ، وائتلفت الكلمة ، وأنتم أولياؤه ، فمن تولّاكم فاز ومن ظلم حقّكم زهق ، مودّتكم من الله واجبة في كتابه على عباده المؤمنين ، ثم الله على نصركم ـ إذا يشاء ـ قدير.
فاصبروا لعواقب الأمور ، فإنّها الى الله تصير. قد قبلكم الله من نبيّه وديعة واستودعكم أولياءه المؤمنين في الأرض ، فمن أدّى أمانته آتاه الله صدقه ، فأنتم الأمانة المستودعة ، ولكم المودّة الواجبة والطاعة المفروضة ، وقد قبض رسول الله وقد أكمل لكم الدين وبيّن لكم سبيل المخرج ، فلم يترك لجاهل حجّة ، فمن جهل أو تجاهل ، أو نسي أو تناسى فعلى الله حسابه ، والله من وراء حوائجكم ، واستودعكم الله ، والسلام عليكم (١).
وروى الصدوق في «الخصال» بسنده عن علي عليهالسلام قال : فنزل بي من وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله ما لم أكن أظنّ الجبال لو حملته عنوة كانت تنهض به! فرأيت الناس من أهل بيتي ما بين جازع لا يملك جزعه ولا يضبط نفسه ولا يقوى على حمل فادح ما نزل به ، قد أذهب الجزع صبره وأذهل عقله ، وحال بينه وبين الفهم والإفهام والقول والإسماع ، وسائر الناس من غير بني عبد المطلب بين معزّ يأمر بالصبر ، وبين مساعد
باك لبكائهم وجازع لجزعهم.
__________________
(١) أصول الكافي ١ : ٤٤٥ ح ١٩ ، وروى قريبا منه العياشي في تفسيره ١ : ٢٠٩ ح ١٦٦ ، ثم خبرين آخرين عن الصادق عليهالسلام ح ١٦٧ و ١٦٨ ، وعنه عليهالسلام اليعقوبي في تاريخه ١ : ١١٤. وروى مثله الصدوق في أماليه : ٢٢٧ ذيل ح ١١ ، عن السجاد عن علي عليهماالسلام : أنّ المعزي كان الخضر عليهالسلام وكذلك في كنز العمال ٧ : ٢٥٠ ح ١٨٧٨٥.