والمعقودة وكفّارتها : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ ...) وروى القمي في تفسيره بسنده عن الصادق عليهالسلام قال : نزلت هذه الآية في أمير المؤمنين عليهالسلام وبلال وعثمان بن مظعون ، فأما أمير المؤمنين عليهالسلام فحلف أن لا ينام بالليل أبدا ، وأما بلال فإنّه حلف أن لا يفطر بالنهار أبدا ، وأما عثمان بن مظعون فإنه حلف أن لا ينكح أبدا. فدخلت امرأة عثمان على عائشة ... فقالت لها عائشة : مالي أراك معطّلة؟! فقالت : ولمن أتزيّن؟! فو الله ما قاربني زوجي منذ كذا ، فإنّه قد ترهّب ولبس المسوح وزهد في الدنيا.
فلما دخل رسول الله صلىاللهعليهوآله أخبرته عائشة بذلك ، فخرج فنادى : الصلاة جامعة!
فاجتمع الناس ، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : «وما بال أقوام يحرّمون على أنفسهم الطيّبات؟! ألا إنّي أنام الليل ، وأنكح ، وأفطر بالنهار ، فمن رغب عن سنّتي فليس منّي». فقام هؤلاء فقالوا : يا رسول الله فقد حلفنا على ذلك؟
فأنزل الله تعالى : (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(١).
__________________
(١) تفسير القمي ١ : ١٧٩ ، ١٨٠ ، وروى صدره الطبرسي في مجمع البيان ٣ : ٣٦٤ مرسلا ، والطوسي في التبيان ٤ : ٨ إنّما أجمل نقله عن إبراهيم وأبي مالك وأبي قلابة وعكرمة وقتادة والسدّي والضحاك عن ابن عباس وزاد فيهم ابن مسعود وابن عمر ، وان ابن مظعون استأذنه صلىاللهعليهوآله للاختصاء والسياحة والترهّب وجبّ ذكره! عن السدي.