فتخلّلت بينها من أول ما أنزلت ، أو قلنا إنّها موضوعة في موضعها الذي هي فيه عند التأليف من غير أن تصاحبها نزولا ، أو قلنا إن النبي صلىاللهعليهوآله هو الذي أمر كتّاب الوحي بوضع الآية في هذا الموضع مع انفصال الآيتين واختلافهما نزولا ، كما روى ذلك السيوطي في «الدر المنثور» عن الشعبي قال : نزل على النبي هذه الآية (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ...) وهو بعرفة ، وكان إذا أعجبته آيات جعلهنّ في صدر السورة (١).
وقد عرفنا أن يوم عرفة كان يوم السبت بحسب الحساب السابق ، ليس يوم الخميس ولا الجمعة كما عليه الجمهور رواية عن عمر بن الخطاب جوابا لليهودي (٢).
خبر نزول آية الولاية في مكة :
نقل ابن طاوس عن كتاب «النشر والطيّ» عن حذيفة بن اليمان قال : كنّا مع النبي صلىاللهعليهوآله إذ وافى علي عليهالسلام من اليمن الى مكة ، ثم توجّه علي عليهالسلام يوما يصلّي الى الكعبة ، فلما ركع أتاه سائل فتصدّق عليه بحلقة خاتمه ، فكبّر رسول الله وقرأ علينا
__________________
(١) الميزان ٥ : ١٦٣ ـ ١٦٨ بتصرّف وتلخيص ، والخبر عن الدر المنثور ٢ : ٢٥٨ ، ٢٥٩. وانظر كلاما للطباطبائي فيما يأتي.
(٢) انظر البحث في ذلك في كتاب آيات الغدير : ٢٦٤ ـ ٢٦٨ وعليه يحمل ما نقل في تفسير الكوفي عن الباقر عليهالسلام قال : نزل جبرئيل عليهالسلام على النبي صلىاللهعليهوآله يوم الجمعة بعرفات بقوله سبحانه : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) كما في تفسير فرات الكوفي : ٤٩٧ ح ٦٥٢ ، وكذلك ما رواه العياشي في تفسيره عن الصادق عليهالسلام قال : نزل رسول الله يوم الجمعة في عرفات فأتاه جبرئيل بقوله سبحانه : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) كما في تفسير العياشي ١ : ٢٩٣.