هداية ... وأمانة :
قال : وكان يسار الحبشي عبدا أسود لعامر اليهودي في غنم مولاه فلما رأى أهل خيبر يتحصّنون للقتال سألهم من يقاتلون؟ فقالوا : نقاتل هذا الذي يزعم أنه نبيّ ، فوقعت هذه الكلمة في نفسه ، فأقبل يسوق غنمه الى معسكر رسول الله حتى وصل إليه فقال : يا محمد ما تقول؟ وإلى ما تدعو؟ قال : أدعو الى الاسلام ، فاشهد ان لا إله إلّا الله وانّي رسول الله. قال : ومالي إذا أسلمت؟ قال : ان ثبتّ على ذلك فالجنة. فأسلم الرجل. ثم قال : وما أفعل بهذه الاغنام وهي وديعة عندي؟ فقال له النبيّ : أخرجها من العسكر ثم صح بها وارمها بحصيات ، فان الله سيؤدي عنك أمانتك ، ففعل العبد ذلك ، فخرجت الأغنام الى صاحبها (١).
واصطفوا للقتال :
قال : وكان رسول الله حين انتهى الى حصن ناعم في النطاة وصفّ أصحابه نهاهم عن القتال حتى يأذن لهم ، ومع ذلك حمل رجل من المسلمين من أشجع على يهودي ، فحمل عليه مرحب اليهودي فقتله. فقال بعض المسلمين لرسول الله : استشهد فلان. فقال رسول الله : أبعد ما نهيت عن القتال؟ قالوا : نعم. فأمر رسول الله مناديا فنادى في المسلمين : ألا لا تحل الجنة لعاص. ثم أذن رسول الله في القتال.
ووعظ رسول الله الناس ، وفرّق بينهم الرايات ، وكانت ثلاث رايات ، ولواء. فدفع راية الى سعد بن عبادة ، وراية الى الحباب بن المنذر ، وراية الى علي عليهالسلام (٢).
__________________
(١) مغازي الواقدي ٢ : ٦٤٩. ورواه ابن اسحاق في السيرة ٣ : ٣٥٨ ، ٣٥٩.
(٢) مغازي الواقدي ٢ : ٦٤٩ وقال : وكانت راية النبي سوداء ولواؤه أبيض. وعليه فالرايات كنّ أربعا لا ثلاثا ، وانما ذكر الثلاث دون راية رسول الله ، فمع النبي علمان : كبير