النساء الثوابت :
قال الواقدي : ورأت أمّ حارث الأنصارية الناس يولّون منهزمين فجعلت تقول : والله ما رأيت كاليوم ما صنع هؤلاء الفرّار بنا! من جاوز بعيري أقتله! ورأت زوجها أبا الحارث على جمله والجمل يريد أن يلحق بالّافه! فقالت له : يا حار! تترك رسول الله؟! وأخذت بخطام الجمل وهي لا تفارقه. ومرّ بها في هذا الحال عمر بن الخطاب ، فقالت له أمّ الحارث : يا عمر! ما هذا! فقال عمر : أمر الله (١).
وفي تفسير القمي قال : كانت نسيبة بنت كعب المازنية تحثو التراب في وجوه المنهزمين وتقول لهم : اين تفرّون عن الله ورسوله؟! ومرّ بها (فلان؟) فقالت له : ويلك! ما هذا الذي صنعت؟! فقال لها : هذا أمر الله (٢).
وألمح الواقدي إلى أن أبا طلحة زيد بن سهيل الأنصاري كان من الثابتين أو الثائبين الأوائل إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وهو زوج أمّ سليم بنت ملحان أمّ أنس بن مالك الأنصاري ، وروى عنه ـ وعن أمّ عمارة : أنها جرّدت سيفا وثبتت ومعها أمّ الحارث وأم سليط وأمّ سليم وهي حامل بعبد الله بن أبي طلحة ، ومعها خنجر سلّته وهي تصيح بالأنصار : أية عادة هذه! ما لكم وللفرار! ونظرت إلى رجل من هوازن
__________________
ـ أمسكت بزوجها معها ٢ : ٩٠٤. وبهذا يزداد التسع الثابتون من بني هاشم إلى مثلهم من غيرهم فالمجموع سبعة عشر رجلا ولعل ما عدا التسعة من أوائل الراجعين ، وسنقرأ عن عمر خبرا خاصا مع إحدى النساء الثوابت ، فيما يلي. وسنقرأ عن عقيل بن أبي طالب أنه قاتل المشركين ورجع إلى مكة وسيفه متلطخ بدمائهم ٢ : ٩١٨.
(١) مغازي الواقدي ٢ : ٩٠٤. وروى مثله عن أبي قتادة ٣ : ٩٠٨.
(٢) تفسير القمي ١ : ٢٨٧ والكلمة من البوادر الاولى لفكرة القدر بمعنى الجبر.