أيها الناس ، إنّ النساء عندكم عوان (١) لا يملكن لأنفسهنّ نفعا ولا ضرّا ، أخذتموهنّ بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله ، فلكم عليهنّ حقّ ولهن عليكم حق ، ومن حقّكم عليهنّ أن لا يوطئن فرشكم ولا يعصينكم في معروف ، فإذا فعلن ذلك فلهنّ رزقهن وكسوتهن بالمعروف ، ولا تضربوهن.
أيها الناس ، إنّي قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا : كتاب الله عزوجل ، فاعتصموا به (٢).
ورواها الواقدي بسنده عن ابن عباس وعمرو بن اليثربي وقال : فقلت : يا رسول الله ، أرأيت إن لقيت غنم ابن عمّي أجزر منها شاة؟! فعرفني وقال : إن لقيتها وأنت تحمل شفرة وزنادا في خبت الجميش (واد لبني ضمرة منزل الراوي عمرو بن يثربي) فلا تهجها ، ثم انصرف الى منزله.
وعن ابن عباس قال : ونهى رسول الله أن يبيت أحد بسوى منى في ليالي منى (٣).
خطبته في مسجد الخيف :
قال القمي في تفسيره : فلما كان آخر يوم من أيام التشريق أنزل الله :
__________________
(١) عوان هنا : جمع عانية من العناء بمعنى التعب والمشقة.
(٢) الخصال ٢ : ٤٨٦. ورواها ابن اسحاق في السيرة ٤ : ٢٥٠ ـ ٢٥٢ ، ولكنّه قال : إنها كانت في عرفات ، والذي كان يصرخ بها للناس ربيعة بن أمية بن خلف. ويلاحظ عليهما (السيرة والخصال) أنّهما إنمّا ذكرا أحد الثقلين وأهملا الثاني ، وراجع التعليقة السابقة على مثلها في خطبة عرفات.
(٣) مغازي الواقدي ٢ : ١١١٢ ـ ١١١٣.