(إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ)(١) فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : نعيت إليّ نفسي. ثم نادى : الصلاة جامعة في مسجد الخيف.
فلما اجتمع الناس حمد الله وأثنى عليه ثم قال : «نضّر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها وبلّغها من لم يسمعها ، فربّ حامل فقه غير فقيه ، وربّ حامل فقه الى من هو أفقه منه ، ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب امرئ مسلم : اخلاص العمل لله ، والنصيحة لأئمة المسلمين ، ولزوم جماعتهم ، فإنّ دعوتهم محيطة من ورائهم ، والمؤمنون إخوة تتكافأ دماؤهم ، ويسعى بذمّتهم أدناهم ، وهم يد على من سواهم.
أيها الناس ، إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا ولن تزلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنّهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كاصبعتي هاتين» وجمع بين سبابتيه «ولا أقول كهاتين» وجمع بين سبابته والوسطى «فتفضل هذه على هذه» (٢).
ثم أقام هو صلىاللهعليهوآله في منى حتى رمى الجمار ، ونفر الى الأبطح فأقام بها (٣). ولما نسكوا مناسكهم ، لم يكن ينقطع الدم عن أسماء بنت عميس من نفاسها بمحمد بن أبي بكر ، وقد أتى لها ثمانية عشر يوما ، فأمرها رسول الله أن تطوف بالبيت وتصلّي ،
__________________
(١) تفسير القمي ١ : ١٧٣ و ٢ : ٤٤٦ ، ٤٤٧ بلا إسناد ، وجاء في صدر خبر الخصال باسناده عن ابن عمر. بينما هي السورة الثانية بعد المائة نزولا قبل النور والحج وعشرة أخرى ، وليست بعد البراءة ، وقد مرّ المختار عن مجمع البيان وغيره أنها نزلت بالمدينة ، وفيها بشارة من الله لنبيّه بالنصر والفتح قبل وقوعه.
(٢) المصدر السابق بلا إسناد ، وأسندها النعماني في الغيبة : ٢٧ ، ٢٨ بأربعة طرق عن الأئمة الثلاثة : السجاد والباقر والصادق عليهمالسلام ، والكليني في الكافي ١ : ٤٠٣ عن الصادق عليهالسلام ، وكذلك الصدوق في الخصال ١ : ١٤٩ والمفيد في أماليه ٢ : ١٨٦ ، ١٨٧ بطريق آخر.
(٣) بحار الأنوار ٢١ : ٣٩٣ ، عن فروع الكافي ١ : ٢٣٤.