واستخرجوا ما كان قاله اليهودي من المنجنيق والدبابتين والدروع والسيوف والبيض (١). وتحول اليهود من كل حصون النطاة : حصن ناعم وحصن الصعب بن معاذ إلى قلعة الزبير ... وبقيت بقايا لا ذكر لهم في بعض حصون النطاة ، فجعل رسول الله بازائها رجالا يحرسونها لا يخرج أحد عليهم إلّا قتلوه.
حصار حصن الزّبير :
قال : وزحف رسول الله والمسلمون إلى حصن الزبير ، فغلّقوه عليهم ، وهو حصن منيع ، وانما هو في رأس قلعة لا تقدر عليه الخيل ولا الرجال لصعوبته ومناعته .. فحاصرهم رسول الله .. وأقام على ذلك ثلاثة أيام. ثم جاء رجل من اليهود يقال له غزّال ، فقال : أبا القاسم ، تؤمّنني على أن أدلك على ما تستريح به من أهل النطاة ، وتخرج إلى أهل الشق؟ فأمّنه رسول الله على أهله وماله. فقال اليهودي : إنّك لو أقمت شهرا ما بالوا ، فإنّ لهم جداول تحت الأرض ، يخرجون بالليل فيشربون ثم يرجعون إلى قلعتهم فيمتنعون منك ، وان قطعت مشربهم عنهم ضجّوا!
فارسل رسول الله إلى جداولهم فقطعها ، فلما قطع عنهم مشاربهم لم يطيقوا المقام على العطش (٢) ، فخرجوا فقاتلوا أشدّ القتال ... فاصيب ذلك اليوم عشرة من
__________________
(١) مغازي الواقدي ٢ : ٦٤٨.
(٢) مغازي الواقدي ٢ : ٦٦٦ ـ ٦٦٧ وروى عن أبي شييم المزني الغطفاني من أصحاب عيينة ابن حصن ، بعد أن أسلم قال : لما رجعنا مع عيينة إلى خيبر وجد رسول الله قد فتح خيبر وغنّمه الله ما فيها .. فجعل يتدسّس إلى اليهود يقول لهم : ما رأيت كاليوم أمرا ، والله ما كنت أرى أحدا يصيب محمدا غيركم أهل الحصون والعدة والثروة ، أعطيتم بأيديكم وأنتم في هذه الحصون المنيعة وهذا الطعام الكثير ما يوجد له آكل والماء الدائم (الواتن)؟!