فصنعوا منه شيئا يقال له الحريرة (دقيق يطبخ بلبن ـ حليب) أو الخريرة (دقيق يطبخ بدسم وماء) فلما تم انضاجه أتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام. ثم عمل الثلث الثاني ، فلما تم انضاجه أتى يتيم فسأل ، فأطعموه. ثم عمل الثلث الثالث ، فلما تمّ انضاجه أتى أسير من المشركين فسأل ، فأطعموه ، وطووا يومهم ذلك (١).
ثم ذكر رواية «تفسير القمي» عن أبيه عن عبد الله بن ميمون عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام قال : كان عند فاطمة شعير فجعلوه عصيدة (دقيق يطبخ بدسم وماء) فلما أنضجوها ووضعوها بين أيديهم جاء مسكين فقال : المسكين رحمكم الله! فقام علي فأعطاه ثلثها. فلم يلبث أن جاء يتيم فقال : اليتيم رحمكم الله! فقام علي فأعطاه الثلث. ثم جاء أسير فقال : الأسير رحمكم الله! فأعطاه علي الثلث الباقي ، وما ذاقوها. فأنزل الله سبحانه الآيات فيهم (٢).
ما تبقّى من آيات الأحزاب :
مرّ في حرب الأحزاب ذكر آيات سورة الأحزاب ٩ ـ ٢٥ وقال القمي فيها : نزلت في قصة الأحزاب من قريش والعرب الذين تحزّبوا على رسول الله (٣) صلىاللهعليهوآله
__________________
(١) أسباب النزول للواحدي : ٣٧٨.
(٢) مجمع البيان : ١٠ : ٦١١ ، ٦١٢ عن تفسير القمي ٢ : ٣٩٨. وروى فرات الكوفي في تفسيره : ٥٢٠ ـ ٥٢٩ خمسة أخبار في ذلك عن الإمام الصادق أكثر تفصيلا وعن زيد بن أرقم وعن أبي رافع وخبرين عن ابن عباس. ورواه الصدوق في الأمالي : ٢١٢ ـ ٢١٦ بسنده عن الصادق عليهالسلام وعن مجاهد عن ابن عباس أيضا.
(٣) تفسير القمي ٢ : ١٧٦.