وفي خبر الواقدي عن صفية قالت : لما أمسى رسول الله جاء فدعاني ، فجئت وأنا مقنّعة حييّة حتى جلست بين يديه وقبل قدوم رسول الله إلى خيبر كان قد تزوّجني وأعرس بي كنانة بن أبي الحقيق. ورأيت في النوم : كأنّ قمرا أقبل من يثرب يسير حتى وقع في حجري فذكرت ذلك لزوجي كنانة ، فلطمني كنانة على عيني فاسودّ أطرافها.
فلما دخلت عليه سألني عنه ، فاخبرته الخبر ، ثم قال لي : إن أقمت على دينك لم اكرهك ، وإن اخترت الله ورسوله فهو خير لك. فقلت : اختار الله ورسوله والإسلام. فأعتقني : وجعل عتقي مهري وتزوّجني (١).
وكان معها ابنة عمها. وكان رسول الله قد وعد دحية الكلبي جارية من سبي خيبر ، ونظر دحية إلى صفية فسألها رسول الله ، فأعطاه ابنة عمها (٢).
حصون الوطيح وسلالم والكتيبة :
وقال : لما فتح رسول الله حصن النزار هرب أهلها منها إلى أهل الوطيح وسلالم والكتيبة .. وبالكتيبة من اليهود ومن نسائهم وذراريّهم أكثر من ألفين .. وجاءهم كل فلّ كان قد انهزم من النطاة والشق ، فتحصّنوا معهم في القموص
__________________
ـ وروى الاربلي في كشف الغمة عن مسند الإمام أحمد بسنده عن ابن عباس في حديث قال : فجاء وهو أرمد ، فنفث في عينه ثم هزّ الراية ثلاثا ثم أعطاها إياه ، فجاء بصفية بنت حييّ ١ : ٨١ ، ٨٢ وعنه في بحار الأنوار ٣٨ : ٢٤١ و ٤٠ : ٥٠.
(١) مغازي الواقدي ٢ : ٦٧٥ ، وفي ابن هشام ٣ : ٣٥١ ، وروى المجلسي خبر رؤياها القمر عن الكازروني في بحار الأنوار ٢١ : ٣٣.
(٢) مغازي الواقدي ٢ : ٦٧٤.