والآية التالية : ١٢٩ خاتمة السورة تلتفت بالخطاب إليه فتقول له : فان تولّى هؤلاء ولم يهتدوا بكل هذا الخطاب والعتاب ، فتوكّل على الله وقل لهم : حسبي الله عنكم! لا إله الّا هو ربّ العرش العظيم.
حديث سدّ الأبواب :
في قوله سبحانه : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا ...) الثامنة والعشرين من السورة ، مرّ التنويه (في الحاشية) الى احتمال أن سدّ الأبواب الشارعة الى مسجده صلىاللهعليهوآله كان بهذه المناسبة ؛ وذلك تمهيدا لتحريم الحرم على المشركين ، لئلّا يقول قائلهم : انّ أبوابهم شارعة الى مسجدهم وينامون فيه ويجنبون ، ويمنعوننا من دخول المسجد الحرام!
روى الكليني في «فروع الكافي» بسنده عن أبي حمزة الثمالي عن الباقر عليهالسلام قال : كثر من دخل الاسلام من الغرباء بالمدينة ، من اهل الحاجة ، حتى ضاق بهم المسجد ، فأوحى الله الى نبيّه : ان طهّر مسجدك واخرج من المسجد من يرقد فيه بالليل ، ومر بسدّ أبواب من كان له باب في مسجدك ، الّا باب علي ومسكن فاطمة ، ولا يمرّن فيه جنب ، ولا يرقد فيه غريب. فأمر رسول الله صلىاللهعليهوآله بسدّ أبوابهم الّا باب علي عليهالسلام وأقرّ مسكن فاطمة عليهاالسلام على حاله (١).
__________________
(١) فروع الكافي ٥ : ٣٣٩ ب ٢١ ح ١ وفيه : ثم ان رسول الله أمر ان يتخذ للمسلمين سقيفة ـ وهي الصفة ـ فعملت لهم. وعليه تكون الصفة قد اقيمت في التاسعة ، بينما التحق أبو هريرة وقومه من دوس من أزد اليمن ثمانون رجلا ومعهم من الأشعريين خمسون رجلا ، التحقوا بأواخر فتح خيبر فأسهم لهم النبي في الغنائم ثم اسكنهم الصفة. فالظاهر انها اقيمت في السابعة لا التاسعة ، ولذلك فنحن ذكرناها هناك ، فراجع.