فأقرع رسول الله بينهم وقال : اللهم نوّه سهمهما! فأصاب أحدهما خادمة لبني عقيل ، وأصاب الآخر خادمة لبني نمير! (١).
نية عيينة والعجوز! :
والتي أصابت سهم عيينة بن حصن كانت عجوزا من عجائز هوازن ، وقال حين أخذها : أرى عجوزا أحسب لها في الحيّ نسبا فعسى أن يعظم فداؤها! فقال له أبو صرد زهير : خذها ، فو الله لا زوجها بواجد (عليها) ولا بطنها بوالد ، ولا ثديها بناهد ، ولا درّها بماكد (غزير) ولا فوها ببارد (طيّب) (٢).
فجاء ابنها إلى عيينة وقال له : هل لك في مائة من الإبل! قال : لا. وقالت العجوز لابنها : ما أربك في نقد مائة ناقة! اتركه ، فما أسرع ما يتركني بغير فداء! فرجع الولد عنه وتركه ساعته .. ثم مرّ ابنها على عيينة وهو ساكت لا يقول ، فقال له عيينة : هل لك في العجوز فيما دعوته إليه؟! فقال له ابنها : فلا أزيدك على خمسين ناقة! فأبى عيينة! فلبث الولد ساعة ثم مرّ به مرة اخرى وهو معرض عنه! فقال له عيينة : هل لك في العجوز بما بذلت لي؟! فقال الفتى : فلا أزيدك على خمس وعشرين فريضة (إبل) فأبى عيينة! فلما أراد الناس الرحيل جاء عيينة إلى الفتى وقال له : هل لك إلى ما دعوتني إليه؟ فقال الفتي : هل لك إلى عشر فرائض؟! فأبى عيينة! فلما ارتحل الناس وخاف أن يتفرّقوا نادى عيينة للفتى يقول : هل لك إلى ما دعوتني إليه؟! فقال الفتى : أرسلها وإنمّا أحملك! أي على بعير واحد! فقال
__________________
(١) إعلام الورى ١ : ٢٤٠ واللفظ : خادما ، ولكنّه للذكر والانثى وإنمّا السبي من النساء والأبناء ، وآثرنا تأنيث اللفظة تصريحا.
(٢) ابن اسحاق في السيرة ٤ : ١٣٣.