ورأى بريق السيوف في الخندمة فقال : ما هذه البارقة؟ ألم أنه عن القتال؟! فقيل : يا رسول الله ، خالد يقاتل ، ولو لم يقاتل ما قاتل. فقال رسول الله : قضى الله خيرا! (١).
هزيمة المقاومة :
قال الواقدي : ثم انهزم القوم أقبح انهزام وتولّوا في كل وجه ، واتّبعهم المسلمون ، فقتل بعضهم في سوق الحزورة (في المسعى) وصعد جمع منهم إلى رءوس الجبال. وانتهى عبد الله بن هلال بن خطل الأدرميّ إلى الكعبة ، فنزل عن فرسه وطرح سلاحه ودخل تحت ستار البيت! ولحقه رجل من بني كعب (بن عمرو من خزاعة فلم يقتله ولكنّه) أخذ سيفه وبيضته ومغفره ودرعه وصففه (الذي يلبس تحت الدرع). وأدرك فرسه فركبه ولحق بالنبيّ صلىاللهعليهوآله (٢) وتسابق إليه عمار بن ياسر وسعيد بن حريث المخزومي ، فسبق سعيد عمارا فقتله (٣).
وخرج أبو سفيان وحكيم بن حزام يصيحان بالمشركين : يا معشر قريش! علام تقتلون أنفسكم؟! من دخل داره فهو آمن! ومن وضع السلاح فهو آمن! فجعل الناس يطرحون أسلحتهم في الطرقات ويقتحمون الدور ويغلقونها! وانهزم حماس بن قيس بن خالد الدّيلي البكري إلى بيته وقد ذهبت روحه ، فدقّه ، ففتحت امرأته الباب فدخل (٤).
__________________
(١) مغازي الواقدي ٢ : ٨٢٦.
(٢) مغازي الواقدي ٢ : ٨٢٦ ، ٨٢٧.
(٣) إعلام الورى ١ : ٢٢٤. ومجمع البيان ١٠ : ٨٤٨ وقال الواقدي : يقال : قتله عمار بن ياسر ويقال : سعيد بن حريث ويقال : شريك بن عبدة واثبته عندنا أبو برزة الأسلمي ٢ : ٨٥٩.
(٤) فقالت له تسخر به : ما زلت منتظرتك منذ اليوم ، فأين الخادم الذي وعدتني؟!