بيعة النساء :
مرّ الخبر عن نزول الآيات الأوائل إلى التاسعة من سورة الممتحنة بشأن محاولة حاطب بن أبي بلتعة أن ينذر أهل مكة بمحاولة فتحها ، ونزول الآيتين التاليتين العاشرة والحادية عشرة بشأن النساء المسلمات المهاجرات قبل الفتح. والآية التالية الثانية عشرة بشأن بيعة النساء المسلمات لتوهنّ بعد الفتح : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ) ... (فَبايِعْهُنَ) بلا خلاف في ذلك ، ومن دون آية في بيعة الرجال ، وإنّما تصدّر خبر بيعة النساء ، أنها كانت بعد بيعة الرجال ، بلا تفصيل لذلك.
ومن المعهود أنّ البيعة للنصرة في الحروب ، ولا يتوقع ذلك من النساء ، ولذلك ذكر الشيخ الطوسي في «التبيان» : أنّ الوجه في بيعة النساء مع أنهنّ لسن من أهل النصرة في المحاربة هو أخذ العهد عليهنّ بما يصلح شأنهنّ في الدين للأنفس والأزواج ، وكان ذلك في صدر الإسلام لئلّا ينفتق بهنّ فتق لما صيغ من الأحكام ، فبايعهنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله حسما لذلك (١).
هذا ، وقد مرّ الخبر عن هدر الرسول صلىاللهعليهوآله لدم جمع منهم : هند بنت عتبة المخزومية زوج أبي سفيان (٢) وقال الحلبي عنها : إنّها دخلت دار أبي سفيان ، فتكلم ابو سفيان مع النبيّ صلىاللهعليهوآله في بيعة النساء وأعانته أمّ الفضل فقبل منهن البيعة (٣).
وعن عدد النساء ومحلّ بيعتهن ما روى الواقدي بسنده عن عبد الله بن الزبير قال : إنّ عشر نسوة من قريش أتين رسول الله بالأبطح فدخلن عليه ،
__________________
(١) التبيان ٩ : ٥٨٧ وعنه في مجمع البيان ٩ : ٤١٥.
(٢) مغازي الواقدي ٢ : ٨٢٥ واليعقوبي ٢ : ٥٩ ، ٦٠ والحلبي في المناقب ١ : ٢٠٨.
(٣) مناقب آل أبي طالب ١ : ٢٠٨.