الجيد) والفلو (الذي فلّ من فطامه حديثا) الضّبيس (الصعب المراس). لا يمنع سرحكم ، ولا يعضد طلحكم (لا يحصد شجركم) ولا يحبس درّكم ، ما لم تضمروا الاماق (النفاق) وتأكلوا الربّاق (تنقضوا الميثاق) فمن أقرّ بما في هذا الكتاب فله من رسول الله الوفاء بالعهد والذمة ، ومن أبى فعليه الرّبوة» : الزيادة (١).
ويبدو انهم من أوائل قبائل اليمن لحوقا بالاسلام ، ولعلّه لعلمهم بما أفاض الله عليه صلىاللهعليهوآله من الماء في طريق البلقاء استجابة لدعائه بالاستسقاء من ربّ السماء مكرّرا ، فاندفعوا لينالوا من ذلك شيئا ، فدعا لهم ، ولم يعفهم من فريضة الزكاة ولكنه خفّفها عنهم.
أما سائر أهل اليمن وحضرموت ومهرة وزبيد ومراد ونجران وهمدان فيبدو انهم امتد بهم الأمر الى العام العاشر للهجرة ، كما سيأتي ان شاء الله ، وان كان أبناء الفرس في صنعاء وعدن قد سبقوهم بنحو عامين من الزمن. كما مرّ خبرهم.
مرض ابن أبي ووفاته :
مرّ في خبر كعب بن مالك عنه وعن صاحبيه مرارة بن الربيع وهلال بن أميّة : انهم مكثوا على مضايقتهم تلك متوقّعين قبول توبتهم خمسين ليلة (٢) تبدأ من وصول الرسول صلىاللهعليهوآله الى مدينته والتي انما قال الواقدي عنه انه كان في شهر رمضان كما مرّ. ويظهر لي ـ من مقارنة تاريخ بعض الحوادث التالية ـ ان ذلك كان في أواخر شهر رمضان ولعلّه في الخامس والعشرين منه ، وعليه فلا تنتهي الخمسون ليلة الّا في منتصف ذي القعدة تقريبا.
__________________
(١) اسد الغابة ٣ : ٦٦ وانظر مكاتيب الرسول ٢ : ٤٣٧ ـ ٤٤٤.
(٢) التبيان ٥ : ١٩٧ وعنه في مجمع البيان ٥ : ١٠٥ وابن اسحاق في السيرة ٤ : ١٧٨ ، ١٧٩ ، ١٨٠. ومغازي الواقدي ٢ : ١٠٥١ ، ١٠٥٢ ، ١٠٥٣.