وقاتل خالد في البحرين :
وروى الصدوق بسنده عن الصادق عليهالسلام قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله كان قد بعث خالد بن الوليد الى البحرين (وكان قد عهد إليه في دماء المعاهدين من اليهود والنصارى ولم يعهد إليه في المجوس) فأصاب بها دماء قوم من اليهود والنصارى والمجوس ، فكتب الى رسول الله : «إنّي أصبت دماء قوم من اليهود والنصارى فوديتهم ثمانمائة ، وأصبت دماء قوم من المجوس ، ولم تكن عهدت إليّ فيهم عهدا».
فكتب إليه رسول الله : «إنّ ديتهم مثل دية اليهود والنصارى ، فإنّهم أهل كتاب» (١).
سريّة علي عليهالسلام الى اليمن :
على ما مرّ كان خالد بن الوليد المخزومي مبعوثا عنه صلىاللهعليهوآله الى البحرين وقاتل فيها جمعا من أهل الكتاب من اليهود والنصارى والمجوس ، وانصرف
__________________
(١) كتاب من لا يحضره الفقيه ٤ : ١٢١ والاستبصار ٤ : ٢٦٨ والتهذيب ١٠ : ١٨٦.
قال ابن اسحاق : ثم أقبل خالد الى رسول الله ومعه وفد بني الحارث بن كعب منهم قيس بن الحصين ، فلما قدموا عليه في شهر شوال قيل له : يا رسول الله ، هؤلاء رجال بني الحارث بن كعب ، ولما وقفوا عليه سلموا عليه وقالوا : نشهد أنّك رسول الله وأنّه لا إله إلّا الله ... حمدنا الله الذي هدانا بك يا رسول الله. قال : صدقتم. ثم قال : بم كنتم تغلبون في الجاهلية من قاتلكم؟ قالوا : كنّا نغلب من قاتلنا ـ يا رسول الله ـ انّا كنّا نجتمع ولا نتفرّق ولا نبدأ أحدا بظلم. قال : صدقتم ، ثم أمّر عليهم قيس بن الحصين. فرجعوا الى قومهم في أواخر شهر شوّال أو أوائل شهر ذي القعدة الحرام.
ولا نجد نصّا على جباية خالد بجزية نجران في شهر رجب ، كما مرّ ، ولكن إذ كان رجوعه الى المدينة من نجران بعد شهر رجب ـ كما يأتي ـ فنظن ذلك ، إذ لم يذكر غيره.