كما مرّ ، فما مرّ على عودته معه صلىاللهعليهوآله إلى المدينة إلّا أياما حتى توفيت زوجته زينب ، فصلّت فاطمة على اُختها زينب (١).
وما ذا نزل من القرآن؟ :
مرّ في مقدّمات أخبار فتح مكة نزول سورة النصر تبشّر بالنصر في فتح مكة ، وفي الوقت نفسه تنذره بدنوّ أجله وتنعى إليه نفسه ، وكأنّه لا ينبغي أن يكون له في هذه الدنيا الفرح إلّا مخالطا بالحزن والترح ، بل كأنها بشارة اخرى باقتراب انتهاء أتعابه وراحته!
سورة النور :
والسورة التالية في النزول سورة النور (سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها وَأَنْزَلْنا فِيها آياتٍ بَيِّناتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ثم بيّنت حدّ الزنا في قوله سبحانه : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ ...).
ونجد بشأنها في تفسير القمي : هي ناسخة لقوله سبحانه : (وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً)(٢).
ويبدو أنّه يعني بالنسخ هنا ما جاء في «الكافي» بسنده عن الباقر عليهالسلام قال : وسورة النور انزلت بعد سورة النساء ، وفيها : (وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ)
__________________
(١) الاستبصار ١ : ٨٥ ح ١٨٨٠ ، والتهذيب ٣ : ٣٣٣ ح ١٠٤٣. وفي اعلام الورى ١ : ٢٧٦ : أنها توفيت في السابعة ولعلّه هو الراجح ، وأن فاطمة ولدت ابنتها زينب بعد وفاة اُختها زينب ، فسمّت ابنتها اُختها ، وفاءً لها وتخليداً لذكرها.
(٢) النساء : ١٥ والخبر في تفسير القمي ٢ : ٩٥.