خطبته في آخر عمرته :
روى الكليني بسنده عن الصادق عليهالسلام : أنّه صلىاللهعليهوآله لما فرغ من سعيه وهو على المروة أقبل على الناس بوجهه.
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن هذا جبرئيل ـ وأومأ بيده الى خلفه ـ يأمرني أن آمر من لم يسق هديا أن يحلّ ، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لصنعت مثل ما أمرتكم ، ولكنّي سقت الهدي ، ولا ينبغي لسائق الهدي أن يحل (حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ).
فقال رجل من القوم : أنخرجنّ حجاجا ورءوسنا وشعورنا تقطر؟! (يعني من غسل الجنابة). فقال له رسول الله : أما إنك لن تؤمن بهذا أبدا! فقال سراقة بن مالك الكناني : يا رسول الله ، علّمنا ديننا كأنّنا خلقنا اليوم : فهذا الذي أمرتنا به ألعامنا هذا؟ أم لما يستقبل؟ فقال له رسول الله : بل هو للأبد الى يوم القيامة ، وشبّك أصابعه وقال : دخلت العمرة في الحج الى يوم القيامة (١).
ثم أمر مناديه فنادى : لمن لم يسق منكم هديا فليحلّ وليجعلها عمرة ، ومن ساق منكم هديا فليقم على إحرامه. فأطاع بعض الناس في ذلك وخالف بعض ، فأنكر رسول الله على من خالف في ذلك وقال : لو لا اني سقت الهدي لأحللت وجعلتها عمرة ، فمن لم يسق هديا فليحلّ. فرجع قوم وأقام آخرون على الخلاف ، وقال بعضهم : إنّ رسول الله أشعث أغبر ونلبس الثياب ونقرب النساء وندهن؟!
__________________
(١) بحار الأنوار ٢١ : ٣٩١ ، عن فروع الكافي ١ : ٢٣٣ ، ٢٣٤. وفيه ٢١ : ٣٩٥ ، عن فروع الكافي ١ : ٢٣٤ ، وفيه ٢١ : ٤٠٤ ، ما في صحيح مسلم ٤ : ٣٦ عن الصادق عن الباقر عن جابر ، ولفظه : فمن كان منكم ليس معه هدي فليحلّ وليجعلها عمرة. ونقلها المجلسي عن المنتقى للكازروني.