من يقرأ الكتاب حتى قرأه رجل من بني ظبيعة من بكر بن وائل يسمونهم بني الكاتب (١) فأسلم قسم منهم.
وأمان لبني ثعلبة :
ولعلّه في هذه الفترة كان وفود صيفي بن عامر من بني ثعلبة مع ثلاثة آخرين من قومه عليه صلىاللهعليهوآله ، كما روى ابن سعد عن رجل منهم قال : قدمنا عليه أربعة نفر لما قدم (من) الجعرّانة ، فقلنا : نحن رسل من خلفنا من قومنا ، ونحن وهم مقرّون بالاسلام. فأقمنا أياما في ضيافته ، ثم جئنا لنودّعه ، فقال لبلال : أجزهم كما تجيز الوفد. فجاء بلال بفضة وقال : ليس عندنا دراهم ، فأعطى كل رجل منّا خمسة أواق (٢)! وكتب لصيفي بن عامر منهم : «بسم الله الرحمن الرحِيم ، هذا كتاب من محمد رسول الله لصيفي بن عامر على بني ثعلبة بن عامر ، من أسلم منهم وأقام الصلاة وآتى الزكاة (٣) وأعطى خمس الغنم وسهم النبيّ والصفيّ ، فهو آمن بأمان الله» (٤).
عمرته صلىاللهعليهوآله من الجعرّانة :
مر أنّه صلىاللهعليهوآله كان في الجعرّانة يصلّي في موضع المسجد الذي بالعدوة القصوى تحت الوادي ، فمنه أحرم ليلة الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة ، للعمرة ، فلم يجز الوادي إلّا محرما ملبّيا ، ولم يقطع التلبية حتى رأى البيت يوم
__________________
(١) مكاتيب الرسول ١ : ٢٨١ ، وانظر مكاتيب الرسول ١ : ١٦٦ ، ١٦٧.
(٢) الطبقات الكبرى ١ : ٢٩٨.
(٣) كذا ، وسيأتي أنه صلىاللهعليهوآله بدأ بأخذ الزكاة من أول محرّم للسنة التاسعة ، فهذا يوهن الخبر ، إلّا أن يكون ذلك تمهيدا لما سيأتي.
(٤) الإصابة : ٢ ، برقم ٤١١١ ، وانظر مكاتيب الرسول ٢ : ٣٧٤.