وذكر الكلبي في كتابه «الأصنام» : أنه صلىاللهعليهوآله لما خرج من المدينة إلى مكة سنة ثمان عام الفتح وسار أربع أو خمس ليال ، بعث عليا عليهالسلام ليهدم صنم هذيل وخزاعة : مناة ، ويغنم مالها ، فهدمها وغنم مالها ، ومنها سيفان : مخذم والرسوب ، أهداهما لها الحارث بن أبي شمر الغسّاني ملك غسّان ، فوهبهما النبيّ لعلي عليهالسلام (١).
سابقة سيئتان وحسنتان :
في شأن نزول الآيات ٩٠ ـ ٩٣ من سورة الإسراء مرّ الخبر عن ابن عباس : أن جماعة من قريش اجتمعوا عند الكعبة وبعثوا خلف محمد صلىاللهعليهوآله ليخاصموه ، وفيهم عبد الله بن أبي أميّة المخزومي ابن عمّته عاتكة بنت عبد المطلب ، ولما قام النبيّ من بينهم قام معه هذا فقال له : يا محمد! عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله ، ثم سألوك لأنفسهم امورا فلم تفعل ، ثم سألوك أن تعجّل عليهم ما تخوّفهم به فلم تفعل ، فو الله لا أومن بك أبدا حتى تتّخذ سلّما إلى السماء ثم ترقى فيه وأنا أنظر ويأتي معك نفر من الملائكة يشهدون لك ، وكتاب يشهد لك. فأنزل الله الآيات (٢).
وقال القمي في تفسيره : لما خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى فتح مكة ، استقبله عبد الله بن أبي أميّة فسلّم على رسول الله ، فأعرض عنه ولم يجبه بشيء. وكانت أمّ سلمة المخزومية اخته مع رسول الله ، فدخل إليها فقال : يا اختي ، إنّ رسول الله قد قبل إسلام الناس كلهم ، وردّ عليّ إسلامي وليس يقبلني كما قبل غيري.
فلما دخل رسول الله إلى أمّ سلمة قالت له : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، سعد بك جميع الناس إلّا أخي من بين قريش والعرب رددت إسلامه وقبلت الناس
__________________
(١) الأصنام للكلبي ١٤ ، ١٥.
(٢) مجمع البيان ٦ : ٦٧٨ ، ٦٧٩ والإشارة إليه في تفسير القمي ٢ : ٢٦ والتبيان ٦ : ٥١٩.