وتحوّلوا في الليل :
ومرّ الخبر ان النبي كان قد بعث محمد بن مسلمة ليرى لهم منزلا بريئا من الوباء بعيدا من حصون اليهود يأمن فيه من بياتهم ، فطاف محمد يومه ذلك حتى انتهى الى وادي الرجيع ثم رجع الى النبي ليلا فقال : وجدت لك منزلا. فقال رسول الله : على بركة الله (١) فلما أمسى أمر الناس أن يتحولوا الى الرجيع ... فضرب عسكره هناك وبات فيه (٢) ثم أخبر محمد أنّ أخاه قد اصيب. وكانوا قد قدموا خيبر على ثمرة خضراء واكلوا منها وكانت وبيئة فأصابتهم الحمّى ، فشكوا ذلك الى رسول الله فقال لهم : صبوا الماء في القرب ، فاذا كان بين الأذانين (كذا) فصبوه على أنفسكم واذكروا اسم الله. ففعلوا ، فكأنّما نشطوا من عقال (٣).
وكان مقامه بالرجيع سبعة أيام ، يترك العسكر كل يوم بالرجيع يستخلف عثمان بن عفّان ، ويغدو كل يوم بالمسلمين على راياتهم ... وانما قاتل اليوم الأول من أسفل حصون النطاة ، وبعد قاتلهم من أعلاها ، يقاتلهم كلّ يوم الى الليل ، فإذا أمسى رجع الى الرجيع ... ومن كان يجرح من المسلمين فان كان به أن يمشي انطلق الى المعسكر في الرجيع ، والا فيحمل الى المعسكر فيداوى فيه ... حتى فتح الله له (٤).
اليوم الثاني :
روى المفيد عن ابن هشام وابن اسحاق وغيرهما قالوا : لما كان من الغد تعرّض للراية عمر ، فسار بها غير بعيد ، ثم رجع يجبّن أصحابه ويجبّنونه. فقال
__________________
(١) مغازي الواقدي ٢ : ٦٤٤.
(٢) مغازي الواقدي ٢ : ٦٤٥.
(٣) مغازي الواقدي ٢ : ٦٤٦.
(٤) مغازي الواقدي ٢ : ٦٤٥.