وعليهم في كل سيح العشر ، وفي كل غرب (١) نصف العشر. شهد جرير بن عبد الله ومن حضر (٢).
وفد الأزد واسلامهم :
الى جانب هؤلاء الخثعميّين اليمنيّين ، كانت تسكن طائفة من أزد اليمن : أزد شنوءة ، إذ كانت منازلهم في بيشة وتربة والصّراة ، فكأن الغارة على الخثعميّين ووفودهم الى المدينة واسلامهم ، بعث هؤلاء الأزديين على مثل ذلك فوفدوا وقدّموا اصغرهم للكلام.
روى ابن عساكر بسنده عن عبد الرحمن بن عبيد الأزدي قال : قدمنا في مائة رجل من قومي على النبي صلىاللهعليهوآله ، فلما دنونا منه وأنا أصغرهم فتقدمت وقلت : أنعم صباحا يا محمّد! فقال النبي : ليس هذا سلام المسلمين بعضهم على بعض ، إذا لقيت مسلما فقل : السلام عليكم ورحمة الله. فقلت : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله. فقال : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.
ثم قال لي : ما اسمك ومن أنت؟ قلت : أنا أبو معاوية (كذا) عبد العزّى! فقال : بل أنت أبو راشد عبد الرحمن ، وأجلسني ، فأسلمنا. وكتب لهم : «... من محمّد رسول الله الى من يقرأ كتابي هذا : من شهد أن لا إله إلّا الله ، وأن محمّدا رسول الله ، وأقام الصلاة فله امان الله وأمان رسوله ، وكتب هذا الكتاب العباس بن عبد المطلب» (٣).
__________________
(١) غرب : الدلو.
(٢) الطبقات الكبرى ١ : ٢٨٦ وانظر مكاتيب الرسول ٢ : ٤١٤ ـ ٤١٦.
(٣) مكاتيب الرسول ٢ : ٣٧٠ ـ ٣٧٢ عن كنز العمال ٧ : ١٧ برقم ١٣٦ عن ابن عساكر ، وكذّب راويه النضر بن سلمة ، ومع ذلك ذكر ابن الأثير قدومه وتسميته في اسد الغابة