ورواها الصدوق في «الخصال» بسنده عن عبد الله بن عمر : أنّه ركب راحلته العضباء (كذا) فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
أيها الناس ، كل دم في الجاهلية فهو هدر ، وأول دم هدر هو دم الحارث بن ربيعة بن الحارث كان مسترضعا في بني ليث (من بني سعد) فقتلته هذيل. وكل ربا في الجاهلية فهو موضوع ، وأول ربا ربا العباس بن عبد المطّلب.
أيها الناس ، إنّ الزمان استدار ، فهو اليوم كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض و (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ...)(١) : رجب مضر (٢) ـ الذي بين جمادى وشعبان ـ وذو القعدة ، وذو الحجة والمحرم ، (... فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ...)(٣) و (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عاماً لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللهُ ...)(٤) كانوا يحرّمون المحرّم عاما ويستحلون صفرا ، ويحرّمون صفرا ويستحلون المحرّم عاما آخر.
أيها الناس ، إنّ الشيطان قد يئس أن يعبد في بلادكم آخر الأبد ، ورضي منكم بمحقّرات الأعمال.
أيها الناس ، من كانت عنده وديعة فليؤدها الى من ائتمنه عليها.
__________________
وفي لفظ صحيح مسلم ٢ : ٢٤٩ ـ ٢٥٢ أقول : إنّهم منّي ، فيقال : إنّك لا تدري ما عملوا بعدك ، فأقول : سحقا سحقا لمن بدّل بعدي. وقال النووي في ذيل هذه الأحاديث : قال القاضي عياض : أحاديث الحوض صحيحة والايمان بها فرض والتصديق بها من الايمان ، فهي متواترة النقل رواه خلائق من الصحابة.
(١) التوبة : ٣٦.
(٢) وإنّما أضافه إلى مضر لأنّ ربيعة كانت تحرم رمضان وتسمّيه رجبا!
(٣) التوبة : ٣٦.
(٤) التوبة : ٣٧.