وانما بدأ النبي بذلك لما ولّى عيينة بن حصن الغطفاني بالأربعة آلاف من قومه الى اهلهم. وانتهى رسول الله ومعه المسلمون الى حصون ناعم وهي عدة حصون ، فرماهم اليهود بالنبل. وكان على النبي يومئذ درعان ومغفر وبيضة ، وهو على فرس يقال له الظرب ، وفي يده قناة وترس ، وأصحابه محدقون به ، فلما رموهم بالنبل ترسوا عن رسول الله (١).
وروى المفيد عن ابن هشام وابن اسحاق (كذا) قالوا : حاصر رسول الله صلىاللهعليهوآله خيبر بضعا وعشرين ليلة (٢) ولحق عليا عليهالسلام رمد أعجزه عن الحرب.
وكان اليهود قد خندقوا حول أنفسهم ، فكان المسلمون يناوشونهم من جوانبهم. وذات يوم فتحوا الباب ... وخرج مرحب برجّالته يتعرض للحرب (٣). وكان
__________________
ـ هو اللواء الأبيض ، وصغير هي الراية السوداء من برد لعائشة ، كما في الواقدي. بينما لم يذكر ابن اسحاق إلّا راية واحدة بيضاء بيد علي عليهالسلام ٣ : ٣٤٢ وفي ٣٤٩ قال : بعث أبا بكر برايته (البيضاء) ... ثم بعث عمر ... ثم دعا عليا وقال : خذ هذه الراية. وقال الواقدي : وكان قد دفع لواءه الى رجل من المهاجرين (؟) فرجع ولم يصنع شيئا ، ثم دفعه الى آخر فرجع ولم يصنع شيئا ... ثم ارسل الى علي عليهالسلام فذهب إليه ... فدفع إليه اللواء ٢ : ٦٥٣ ، ٦٥٤ بينما الحديث عندهما : لأعطينّ الراية غدا رجلا ... فلعله دفع إليه الراية البيضاء أولا ثم اللواء الأبيض ثانيا.
(١) مغازي الواقدي ٢ : ٦٥٣.
(٢) الارشاد ١ : ١٢٥ واعلام الورى ١ : ٢٠٧ وعنه في قصص الأنبياء : ٣٤٧. وفي السيرة : بضع عشرة ليلة ٣ : ٣٤٧.
(٣) ليس بهذا النص في السيرة ، وليس فيه تعيين مرحب من اي حصن ، وفي مغازي الواقدي : أنه وأخويه الحارث وياسر ، واسير وعامر كانوا جميعا من حصن ناعم ٢ : ٦٥٧ و ٦٥٨ و ٦٤٥ و ٦٤٩ و ٦٥٠ و ٧٠٠.