علي عليهالسلام قد لحقه رمد أعجزه عن الحرب ... فدعا رسول الله أبا بكر فقال له : خذ الراية ، فأخذها في جمع من المهاجرين ، فاجتهد ، ولم يغن شيئا ، فعاد يؤنب القوم الذين اتبعوه ، ويؤنبونه (١).
وروى ابن اسحاق في السيرة بسنده عن سلمة بن الأكوع قال : بعث رسول الله أبا بكر برايته الى بعض حصون خيبر ، فقاتل وجهد ولم يك فتح ورجع (٢).
وكنّى الواقدي فقال : وكان قد دفع لواءه الى رجل من أصحابه من المهاجرين ، فرجع ولم يصنع شيئا ... وجعل صاحب راية المهاجرين يستبطئ أصحابه ويقول : أنتم وأنتم! (٣) ودفع رسول الله لواء الانصار الى رجل منهم (سعد بن عبادة).
وسالت كتائب اليهود امامهم الحارث أبو زينب (أخو مرحب) يقدم اليهود ، يهدّ الارض هدا. فأقبل صاحب راية الانصار (سعد بن عبادة) فلم يزل يسوقهم حتى انتهوا الى الحصن فدخلوه. ثم خرج اسير اليهودي يقدم أصحابه ومعه جماعة يعدون بأرجلهم ، فكشف أصحاب راية الانصار حتى انتهى الى رسول الله في موقفه ، فوجد رسول الله في نفسه حدّة شديدة ، وأمسى مهموما ، وقد رجع سعد بن عبادة (وهو صاحب الراية كما مرّ) مجروحا يستبطئ أصحابه (٤).
__________________
(١) الارشاد ١ : ١٢٥ ، ١٢٦.
(٢) سيرة ابن هشام ٣ : ٣٤٩.
(٣) مغازي الواقدي ٢ : ٦٥٣ وروى مثله الصدوق في الأمالي : ٤١٤ بسنده عن عمرو بن العاص قال : ان رسول الله في يوم خيبر دفع الراية الى رجل من أصحابه فرجع منهزما ، فدفعها الى آخر فرجع يجبّن أصحابه ويجبّنونه قد رد الراية منهزما ...
(٤) مغازي الواقدي ٢ : ٦٥٣ وروى الراوندي عن الامام الباقر عليهالسلام قال : انّ رسول الله صلىاللهعليهوآله بعث سعدا براية الأنصار الى خيبر فرجع منهزما ، ثم بعث عمر بن الخطاب براية