الأسود ذي الخمار في عامة مذحج بعد حجة الوداع (١).
وكان النبي صلىاللهعليهوآله قد بعث بعد بادان الى الجند من اليمن ـ كما مرّ ـ يعلى بن اميّة ومعه عبيد بن صخر السلمي الأنصاري ، فروي عنه قال : بينا نحن بالجند قد أقمناهم على ما ينبغي وكتبنا بيننا وبينهم الكتب ، إذ جاءنا كتاب من الأسود من كهف خبّان :
«أيّها المتورّدون علينا! أمسكوا علينا ما أخذتم من أرضنا ووفّروا ما جمعتم فنحن أولى به! وأنتم على ما أنتم عليه».
ثمّ توجّه الى نجران بعامة مذحج بعد عشرة أيام من وثوبه فأخذها (٢).
وكان النبي صلىاللهعليهوآله قد بعث بعد بادان الى نجران خالد بن سعيد بن العاص وعمرو بن حزم كما مرّ فأخرجوهما منها وأنزلوا الأسود منزلهما. وثبت على الاسلام جمع من مذحج فالتحقوا بفروة بن مسيك المرادي في مراد بالأحسية (قرية). فكتب فروة بذلك الى النبي صلىاللهعليهوآله فكان أول خبر بلغه عنه (٣).
وبعد عشرة أيام من ذلك أي عشرين يوما من وثوبه توجّه الى صنعاء حتى بلغ الى بساتين شعوب بظاهر صنعاء ... وهرب معاذ بن جبل الى السكون في حضر موت ... ومع الأسود في يوم صنعاء سبعمائة فارس سوى الركبان ... وخرج إليه شهر بن بادان بمن تبعه من أبناء الفرس المسلمين ، فقتل شهرا وهزم الأبناء وغلب على صنعاء بعد خمسة أيام أي بعد خمس وعشرين ليلة من وثوبه.
وفرّ أبو موسى الأشعري من مأرب الى المفازة والمفوّر من حضر موت.
__________________
(١) الطبري ٣ : ١٨٥ عن سيف بن عمر التميمي.
(٢) الطبري ٣ : ٢٢٩ ، عن سيف بن عمر التميمي عن عبيد بن صخر السلمي الأنصاري. ولعلّ ذلك كان في أواخر ذي الحجة من العاشرة أو أوائل المحرم من الحادية عشرة ، إذ كان وثوبه في أواخر حجة الوداع.
(٣) الطبري ٣ : ١٨٥ ، عن سيف بن عمر التميمي عن فيروز الديلمي.