وقدم علي عليهالسلام من اليمن فطاف وصلّى وسعى (ولم يقصر) والتقى بالنبي صلىاللهعليهوآله ورآه كذلك لم يقصّر ، ثم دخل على فاطمة وهي لم تسق هديا فأحلّت كما أمر رسول الله ، فوجد عليها ثيابا مصبوغة ووجد ريحا طيّبا ، فقال لها : ما هذا يا فاطمة؟ فقالت : بهذا أمرنا رسول الله صلىاللهعليهوآله.
فخرج علي عليهالسلام الى رسول الله مستفتيا فقال : يا رسول الله ، إني وجدت فاطمة قد أحلت وعليها ثياب مصبوغة؟! فقال له رسول الله : أنا أمرت الناس بذلك ، وأنت قرّ على إحرامك مثلي وأنت شريكي في هديي (١).
ورواه ابن اسحاق وزاد : أن جيش علي عليهالسلام أظهر الشكوى منه لما صنع بهم فروى بسنده عن أبي سعيد الخدري قال : فقام رسول الله فينا خطيبا فسمعته يقول : أيها الناس ، لا تشكوا عليّا ، فو الله انه لأحسن في سبيل الله من أن يشكى (٢).
ورواه الواقدي عن أبي سعيد الخدري وكان معه في تلك الغزوة قال : إنهم لما قدموا على رسول الله شكوه إليه ، فدعا عليّا فقال له : ما لأصحابك يشكونك؟ فقال : قسمت عليهم ما غنموا وحبست الخمس حتى يقدم عليك وترى رأيك فيه ، وقد كان الامراء ينفّلون من الخمس من أرادوا ، فرأيت أن أحمله إليك لترى رأيك فيه. قال : فسكت النبي (٣).
__________________
(١) المصدر الأسبق ٢١ : ٣٩١ ، عن فروع الكافي ١ : ٢٣٣ ، وفيه ٢١ : ٣٩٦ ، عن السابق ١ : ٢٣٤ ، وفيه ٢١ : ٣٨٣ ، عن أمالي الطوسي مختصرا ، وفيه ٢١ : ٤٠٤ عن المنتقى ، وهو في صحيح مسلم ٤ : ٣٦ ، عن الصادق عن الباقر عن جابر. وابن اسحاق في السيرة ٤ : ٢٤٩ ، عن عبد الله بن نجيح وفي مغازي الواقدي ٣ : ١٠٨٧.
(٢) ابن اسحاق في السيرة ٤ : ٢٥٠.
(٣) مغازي الواقدي ٣ : ١٠٨١ هكذا بتر الخبر.