هذا من جانب ومن جانب آخر ذكر المؤرِّخون من أهل السنّة ، كالبخاري في صحيحه (١) أنّ وفاته ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ في الثاني عشر من ربيع الأوّل.
فمن يوم الغدير الذي كان في الثامن عشر من شهر ذي الحجة الحرام إلى الثاني عشر من ربيع الأوّل يكون بضعاً وثمانين يوماً.
وأمّا المحدّثون فقد نقلوا أنّ سبب نزول الآية في غير واحد من كتبهم ، نظراء :
١. أخرج ابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري قال : لمّا نصب رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ عليّاً يوم غدير خم فنادى له بالولاية ، هبط جبريل عليه بهذه الآية : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ).
٢. أخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن أبي هريرة قال : لمّا كان يوم غدير خم وهو يوم ثماني عشر من ذي الحجة ، قال النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : «من كنت مولاه فعليٌّ مولاه» فأنزل الله : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ). (٢)
٣. وأخرج أيضاً الحميدي وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن حبان البيهقي في سننه عن طارق بن شهاب قال : «قالت اليهود لعمر : إنّكم تقرءون آية في كتابكم ، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتّخذنا ذلك اليوم عيداً قال : وأي آية؟ قالوا : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) قال عمر : والله إنّي لأعلم اليوم الذي نزلت على رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فيه والساعة التي نزلت فيها. نزلت على رسول الله عشية عرفة في يوم الجمعة. (٣)
__________________
(١) البخاري : ٤ ، رقم الحديث ٤١٤٥.
(٢) الدر المنثور : ٦ / ١٩.
(٣) نفس المصدر ، ص ١٧.