بكت حتّى تبل خمارها. (١)
وذكر مثل ذلك القرطبي وأبو حيان في تفسيره ، قال : وكانت عائشة إذا قرأت هذه الآية يعني آية (يا نِساءَ النَّبِيِ) بكت حتّى تبلّ خمارها ، تتذكر خروجها أيام الجمل تطلب بدم عثمان. (٢)
وفي كتاب دلائل النبوة للبيهقي ما نصه : «عن أُمّ سلمة ، قالت : ذكر النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ خروج بعض نسائه أُمّهات المؤمنين ، فضحكت عائشة ، فقال : انظري يا حميراء ، أن لا تكوني أنت.
ثمّ التفت إلى عليّ فقال : يا علي إن ولِّيت من أمرها شيئاً فارفق بها. (٣)
ونحن أيضاً لا نوافق بعض ما جاء في هذه الكلمات ، لكن الاستشهاد بها مثل ما سبق.
هذا وقد تضافر انّ الحافظ النسائي قال : لمّا دخلت دمشق وجدت أهلها منحرفين عن علي بن أبي طالب ، ولمّا علموا انّي عملتُ خصائص عليّ ـ عليهالسلام ـ طلبوا أن أعمل خصائص معاوية ، فقلت : ما ذا أخرج له ، أخرج له لا أشبع الله بطنه. (٤)
فصاروا يضربونه في خصيته فحمل من دمشق إلى الرملة فتوفي بها.
وهذا هو علي أفضل الصحابة وأوّل من آمن بالنبي ينقد صاحبي رسول الله كما ذكره الحافظ ابن حجر في المطالب العالية ، قال : إنّ صاحبي علي رضياللهعنه
__________________
(١) سير اعلام النبلاء : ٢ / ١٧٧.
(٢) الجامع لأحكام القرآن : ١٤ / ١٨٠.
(٣) دلائل النبوة : ٦ / ٤١١.
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب السير والصلة والآداب ، باب من لعنه النبي أو سبّه أو دعا عليه.