مع (*) أنه لو لم يكن بهذا الداعي (١) وكان أصل إتيانه بداعي أمر مولاه بلا داع له سواه (٢) لما (٣) ينافي قصد الامتثال وان كان لاعبا في كيفية امتثاله (٤) (**) فافهم.
______________________________________________________
(١) أي : داع صحيح عقلائي ، وضمير «أنه» راجع إلى «التكرار» ويمكن أن يكون للشأن.
(٢) أي : سوى أمر مولاه ، وضميرا «مولاه ، له» راجعان إلى المكلّف المفهوم من الكلام ، وضمير «إتيانه» إلى الفعل المستفاد من العبارة.
(٣) جواب «لو» يعني : لو كان أصل الإتيان بداعي أمر المولى لم يكن التكرار غير الناشئ عن غرض عقلائي منافيا لقصد الامتثال وقادحا في حسن الاحتياط المستلزم للتكرار ، إذ اللعب انما هو في كيفية الإطاعة لا في نفسها ، إذ المفروض كون الإتيان بالمحتملات ناشئا من أمر المولى.
(٤) لعله إشارة إلى صحة هذا الجواب ، فانه لا يلزم اللعب في كيفية الامتثال
__________________
المانعة عن كون داعي القربة صالحا للاستقلال في البعث إلى العبادة.
إلّا أن يقال : ان هذه الضميمة ليست في عرض قصد القربة ، بل في طولها حيث ان الداعي إلى الإطاعة هو الأمر فقط ، والانبعاث يكون عن البعث مجردا عن كل ضميمة ، والضميمة انما تقع في كيفية الإطاعة ، وهي متأخرة عن نفس الإطاعة ، فليتأمل.
(*) لا يخفى أن الترتيب الطبعي يقتضي تقديم هذا الجواب على الأول ، بأن يقال : «فاسد أولا بعدم منافاة التكرار لقصد الامتثال ، وثانيا : بإمكان نشوء التكرار عن غرض عقلائي على تقدير منافاته له».
(**) كيفية الامتثال هي فعل المحتملات التي يحرز بها الواقع ، فلو فرض كونها لعبا امتنع انطباق المأمور به على أحد المحتملات حتى يتحقق الامتثال