قسم من الخط أيضا على وشك الإنجاز بين المدورة وتبوك وهو على مسافة ١١٧ كيلو. مترا وفي ١ أيلول سنة ١٩٠٧ تم القسم الرابع من الخط الحجازي وهو القسم الواقع بين معان وتبوك الذي يبلغ طوله ٣٣١ كيلو مترا فبوشر باستثماره.
وقد جرى في التاريخ نفسه الاحتفال بافتتاح قسم جديد بين تبوك ومدائن صالح التي تبعد ٩٥٥ كيلو مترا عن دمشق. وفي هذا القسم جسر حجري ذو عشرين قنطرة يبلغ طوله ١٤٣ مترا. وكانت الأرضون فيه قاحلة ولكنها سهلة وأقل عوارض طبيعية من غيرها وكان يكفي أن توضع القضب الحديدية على الأرض حتى يصلح السير عليها وذلك على مسافة كيلو مترات كثيرة. وبعد مدائن صالح يصل الخط إلى العلا التي تبعد ٩٨٠ كيلو مترا عن دمشق. والعلا مدينة صغيرة يقطنها قوم من الزراع يقدر عدده من ثلاثة آلاف إلى أربعة وتقع في واحة جميلة. ويسير الخط بينها وبين المدينة المنورة على طريق القوافل لأن المياه كثيرة في هذه الطريق وبمرور الخط في سهل وادي العلا وهو يرتفع ٧٩٠ مترا عن سطح البحر وذلك بين الزمرد والبئر الجديدة ثم يهبط إلى بلدة الهدية المرتفعة ٣٤٥ مترا عن سطح البحر وهي التي كان يؤمها سابقا حجاج إفريقية من مرفإ الوجه على شاطئ البحر الأحمر. وبعد الهدية يصعد الخط إلى إصطبل عنتر وبئر عثمان ومنهما إلى المدينة المنورة التي ترتفع ٧٠٠ متر عن سطح البحر وتبعد ١٣٢٠ كيلو مترا عن دمشق. وقد وصل أول قطار إلى المدينة المنورة في ٢٢ آب سنة ١٩٠٨ وجرى الاحتفال في أول أيلول المصادف ليوم عيد الجلوس السلطاني. وجرى فيه أيضا افتتاح المحطة التي شيدت خارج أبواب المدينة وقد أنيرت المحطة بمصابيح الكهرباء. وكان سرور أهاليها عظيما جدا حتى حملوا على أكتافهم المشير كاظم باشا رئيس هذه الحفلة مع رئيس المهندسين مختار بك. وقد طلب أهالي المدينة إعادة هذه الأفراح والأعياد بمناسبة وضع أول حجر لبناء جامع الحميدية قرب هذه المحطة. وعلى ذلك فقد أعيد الاحتفال بحضور ثلاثين ألف شخص. ودعي لهذه الحفلة ممثلو الصحف الأجنبية وكثير من الأجانب مما لم يسبق له نظير في الاحتفالات الماضية وقد جرى هذا بمناسبة الانقلاب السياسي في الاستانة.