فللعصافير وأما أسفلها فللنار ، فهدمها وبناها بالحجر. والغالب أنها ظلت عامرة إلى القرن الخامس وفيها دار الإمارة. واحترقت سنة (٤٦١) وبادت على ما نقل البرزالي. وقرأ المقدسي في بعض الكتب أن ما أنفق على الخضراء ثمانية عشر حمل بغل ذهب. ولما استخلف عبد الملك بن مروان طلب من خالد بن يزيد بن معاوية شراء الخضراء وهي دار الإمارة بدمشق فاشتراها بأربعين ألف دينار ، واشترى منه أربع ضياع بأربعة أجناد الشام اختارهن فاختار من فلسطين عمواس ، ومن الأردن قصر خالد ، ومن دمشق الأندر ، ومن حمص دير زكا.
وبنى الأمويون بعده بيوتا لهم كانت بجوار الجامع ومنها دار عمر بن عبد العزيز مكان المدرسة السميساطية الآن ، ودار هشام مكان تربة نور الدين ، وقصر سليمان بن عبد المل ، مكان سقاية جيرون ، ودار مسلمة ابن هشام بباب البريد. قال الذهبي : بنى سليمان بن عبد الملك دار السلطنة وعمل بها قبة صغرى عالية بدمشق بدرب محرز. وكان لعاتكة ابنة يزيد ابن معاوية قصر خارج باب الجابية بدمشق. وقال ابن عساكر : كانت دار هند بنت معاوية في درب القبلي. وقصر حجاج منسوب إلى الحجاج ابن عبد الملك بن مروان. وقال ابن شاكر : وكان قبله أيضا معروفا بالحجاجية ملكا للحجاج بن يوسف الثقفي فلما ولد لعبد الملك بن مروان ابنه الحجاج المذكور وكانت أمه بنت محمد بن يوسف أخي الحجاج بن يوسف الثقفي سمته باسم عمها الحجاج فنحله الأرض المذكورة وبنى له القصر فعرف به ونسب إليه. وقال آخر : إن الحجاج بن يوسف وهب للحجاج بن عبد الملك دارا بدمشق تعرف بدار الحجاج. واسم قصر الحجاج ما زال يدور على الألسن إلى اليوم دون القصر الذي دثر.
وقد بنى الأمويون قصورا لهم في الغوطة وكانوا يملكون جانبا عظيما منها ولكن لم يظهر لها أثر ولا خبر. قال ابن حزم : وكانت دولة بني مروان على علاتها دولة عربية لم يتخذ ملوكها قاعدة لأنفسهم إنما كان سكناهم كل أمير منهم في داره وضيعته التي كانت له قبل الخلافة. ومن قصور الأمويين في حمص قصر خالد بن يزيد بن معاوية جدده في زمن العباسيين عامل تلك