القرآن. وضع هذا القاشاني في أيام سليمان القانوني سنة (٩٦٩) ه وتحتوي كل تثمينة من البناء على سبع طاقات للتي لا باب فيها وعلى ست للتي لها باب. والطاقات المحاذية لأطراف التثمينات مسدودة كلها ، والأخرى مركب عليها الزجاج والشبابيك الحديد. ولجامع الصخرة أربعة أبواب مزدوجة داخلا وخارجا مربعة الشكل بعقود مقوسة ، وأمام الباب الأخير من الخارج رواق مفروش بالرخام عليه سقف مكسو بالقاشاني في وسطه قنطرة معقودة والسقف محمول على ثمانية أعمدة من الرخام مختلفات في النوع واللون ، وللباب المذكور مصراعان ملبسان بالنحاس الأصفر المنقوش ، عليها أقفال نفيسة متقنة الوضع.
ويبلغ دور البناء من الداخل ٥٣ مترا وهو مقسم إلى ثلاث دوائر يفصل بعضها عن بعض صفان مستديران من الأعمدة والأركان يتألف الأول منها من ثماني سوار مسدسة الأضلاع و ١٦ عمودا منها «أبيض وأزرق» عشرة و «أخضر مرسيني» ثلاثة و «شحم لحم» ثلاثة ، والصف الثاني مؤلف من أربع سوار مربعة الأضلاع واثني عشر عمودا منها سبعة «أخضر مرسيني» وخمسة «شحم لحم». والسواري ملبسة بالرخام المشجر والملون البديع ، والأعمدة قديمة جدا وأكثر تيجانها تدل على أنها من الطراز الروماني أو البيزنطي القديم ويربط أعمدة الصف الأول بعضها ببعض وبالسواري بساتل ملبسة بالنحاس الأصفر المنقوش المذهب. وتحمل هذه الأعمدة مع جدار الجامع سقفا مائلا بعض الميل مدهونا بأنواع الدهان قائما على قناطر مرصعة بالفص المذهب متصلا طرفه الأعلى بكرسي القبة. ويزين باطن القبة مجموعة لا نظير لها من الفصوص الملونة تمثل ٦٤ شكلا من الزخارف على نحو ما كان يصنعه فنانو البيزنطيين ، وهي مركبة على سطح موشى بالذهب وفي كرسي القبة ست عشرة طاقة زجاج مذهبة يعلو كلا منها طبقة من الجبس ، مقسمة عيونا مغطاة بقطع الزجاج المختلفة الألوان والأشكال ، تنفذ منها أشعة الشمس صافية ، ملطفة بفضل ألواح الزجاج الخارجية والمشبكات المصنوعة من القاشاني ، وعلى هذه الطاقات نقوش تدل على أنها صنعت في زمن السلطان سليمان سنة (٩٤٥) ه كما أن المرمر الذي يكسوها ركّب في زمن السلطان صلاح الدين وجدد في أيام سليمان القانوني.