فكم من جنود قد أماتت بغصة |
|
وذي سطوات قد أبانت على عقب |
ومثل هذا يقال في قلعة دمشق التي سميت (الأسد الرابض) وهي من بناء تاج الدولة تتش سنة (٤٧١ ه) جعل بهادار إمارة وسكنها ، ثم زاد الملوك بعده فيها وسكنها كثير منهم. وكانت دار الإمارة قبله تسمى «القصر» بناها العباسيون بعد أن دكوا الخضراء وقصور الأمويين ، فخرب القصر في بعض فتن الفاطميين. وفي سنة (٦٩١) كمل بناء الطارمة وما عندها من الدور والقبة الزرقاء في قلعة دمشق ، فجاءت في غاية الحسن والكمال والارتفاع ، وأنشئ فيها قاعة اسمها قاعة الذهب وفرغ من جميع ذلك في سبعة أشهر. طولها من الشرق إلى الغرب ٣٣٠ وعرضها من الشمال إلى الجنوب ١٧٠ خطوة. وقد خربت في أدوار كثيرة ثم أعيد بناؤها.
ومن القلاع المهمة قلعة بصرى بنيت على مثال قلعة دمشق. وهي أقدم من الإسلام جدد فيها من استولوا عليها بعد في أدوار مختلفة ، دع القلاع والحصون الكثيرة في الشمال والجنوب مثل شقيف ارنون وشقيف تيرون وهونين وتبنين وكوكب وعجلون وقاقون والصبيبة والصلت والهارونية وبيت لاها وحصن أبي قبيس وصافيتا وعريمة ولوقا وتل باشر وعكار وحارم وصهيون وبغراس ودربساك ودركوش واسفونا وبسرفوت وبلاطنس وحصن الأكراد وشيزر والمنيطرة والشغر وبكاس وارسوف وبيت جبرين وحبرون وأرتاح والأثارب وبارين وبارة وإعزاز وصرفند وعدلون وبرج الرصاص وحصن الإسكندرونة والتينات وحلبا وعرقا وبرزية وخناصرة وقسطون وتل اعدى وحصن الحبيس والقدموس ومصيات والكهف والعليقة والخوابي وغيرها من القلاع المعروفة بقلاع الدعوة أي الدعوة الباطنية أو الإسماعيلية. هذا إلى قلاع المدن المشهورة مثل قلعة طرابلس وقلعة حماة وحمص وعكا والكرك والشوبك وصرخد وأذرح وصفد وشميميس. ومعظمها تناطح السحاب بعلوها ، وتشبه الجبال بمتانتها.
بدأ منذ القرن الخامس الغرام ببناء القلاع والحصون لأن المدينة أو الموقع الحربي إذا خليا من حصن يسهل على العدو كل حين أن يجتاحهما. ومن كتاب فاضلي في وصف حصن بيت الأحزان : «وقد عرض حائطه إلى أن زاد على عشرة أذرع وقطعت له عظام الحجارة كل فص منها من سبع أذرع