والمهندسون في سراي بيت الدين إيطاليون والبناؤون دمشقيون وحلبيون وأتراك من الاستانة ، وهي على الطرز التركي الممتزج بالطراز الإيطالي ، أنشأها الأمير بشير عمر الكبير (١٨١٠) وانتهت سنة (١٨١٥) وعلى جوانب هذا القصر أربعة جواسق بديعة وله مدخل فخم يبلغ علوه نحو ١٥ مترا كله بني بضروب الرخام الوطني الغالي الثمن والأجنبي الفاخر ، مزين بنقوش ملونة ، وتمثل أشكالا هندسية ونباتات وتصاوير شتى ، ولهذا المدخل أفاريز لطيفة الصنع تطيف به على شكل الأقواس ، وفوقه شرف بتقاطيع جميلة ، وللمدخل رتاج عظيم ذو مصراعين ، وفي داخل القصر ديوان كبير واسع يعرف بقاعة العمود ، لعمود من الرخام المجزع في وسطه ، كان مفروشا بالفسيفساء والرخام وهو ملك الحكومة منذ سنة (١٨٦٠) م ولم يبرح عامرا تتعهده بالإصلاح. ومن الأبنية التي اشتهرت قاعة حسين بن قرنق في صالحية دمشق عمرت سنة (١٠٧٧) وكان يضرب بها المثل وهي على الأرجح في رأس العقبة مكان دار بني الشريف دثرت في القرن الماضي. وكان ابن قرنق صدر دمشق وعمر الأماكن البهية من جملتها قصره وقاعته.
ومن الدور القديمة في حلب وهو مما بني في القرن العاشر دار جان بلاط ابن عربو وهي ملك آل إبراهيم باشا ذكر في أعلام النبلاء أن صدر إيوانها مبلط بالقاشاني على اختلاف أنواعه وألوانه على أشكال هندسية وأوضاع بديعة أحكمت فيه الصنعة أيما إحكام قال : إن رؤيتها تذكرك إيوان كسرى وعظمته. وذكر المحبي أن الوزير حسين باشا صاري أحد ولاة دمشق المتوفى (١٠٩٤) عمر القصر المعروف به في طرف الشرف بالميدان الأخضر من دمشق وكان مكانه يعرف بالخاتونية وتأنق في وضعه وغرس فيه أنواع الأشجار من كل صنف وعزّ عليه بدمشق بعض أنواع الفاكهة فجلبه من أماكن بعيدة.
ومن محاسن دمشق الداران اللتان عمرهما في القنوات الأمير منصور الشهابي أمير وادي التيم وابن عمه الأمير علي وذلك على أسلوب متقن محكم وزخرفاهما بأنواع الزخارف والنقوش وجلبا إليهما الرخام من إقليمهما. قال المحبي : ولعمري إنهما أبدعا ونوعا وأجادا في صنعهما.
وذكر المؤرخون أن الأمير فخر الدين المعني جلب مهندسين من الغرب