بالقاشاني والرخام وعمر القصر المعروف به في الوادي الأخضر (١٠١١) وذكر الخياري أنه كان في القرن الحادي عشر في المرجة بدمشق قصر مقابل القصر المنجكي قصر الباشا محمد بن الناشف وغير ذلك من العمارات والقصور الفائقة. وكان في الصالحية محل يقال له القصر عمّره أبو البقاء الصفوري المتوفى سنة (١٠٣٥) وكان يقال له صاحب القصر وكان من أحسن المتنزهات وفيه يقول الأمير المنجكي من قصيدة :
أقسمت بالبيت العتيق وما حوت |
|
بطحاؤه من حجره وحجوبه |
ما ضمت الدنيا كقصرك منزلا |
|
كلا ولا سمحت بمثل قطينه |
ومنها عمارات ابن الفريخ أمير البقاع (١٠٠٢) وكانت له دار عظيمة خارج دمشق قبلي دار السعادة قال المحبي : لم يرسم مثلها ، جعل بابها بالرخام الأبيض والحجر الأحمر المعدني ، ونقل لها الرخام من الساحل والحجارة من البقاع واستعمل فيها العملة بالسخرة. وفي سنة ١٠٣٤ بنى الأمير منذر التنوخي سرايا عظيمة في قرية عبيه في لبنان وبقى أربعين سنة لم يكملها لزيادة اتساعها وكان البناؤون من اسلامبول ولعلها هي المعروفة بدار الأمير سيف الدين ولا تزال موجودة وقد كتب على باب دارها :
قسما بمن ضمت أباطح مكة |
|
ومنى وزمزم والكتاب المنزل |
ما شدتها طمع الخلود وإنما |
|
هي جنة الدنيا لأهل المنزل |
وأمر الوزير أحمد باشا الكوبرلي الذي ولي دمشق سنة (١٠٧١) بعمارة قاعة معظمة داخل دار الإمارة بدمشق فبنيت كما قال المحبي على أسلوب عجيب ووضع غريب. وقال المؤرخون : إن الأمير بشير الشهابي كان كالأمير فخر الدين المعني يحب البذخ والرفاهية وتنظيم إصطبلاته وبيطرته حتى أصبح مضرب الأمثال في ذلك ، وعمر في بيت الدين قصرا ملوكيا وجلب إليه الماء في ساقية طولها ثلاثة فراسخ. قال بعض المؤرخين : جر الأمير بشير بواسطة رجل دمشقي قناة ماء من ينبوع القاعة بجانب نهر الصفا إلى منزله في بيت الدين من بعد ثلاث ساعات وغرّم على ذلك زهاء مائتي ألف درهم وكانت جميع أهل الأقاليم تحضر في كل سنة يومين تعمل في هذه القناة بغير أجرة اكراما له. ومدة العمل اثنان وعشرون شهرا.