وحلب وحمص وغيرها من المدن. وما دور بني سرسق في بيروت وصوفر ودور بني بسترس والتويني وغيرها في بيروت والدور المعلقة في مدينة طرابلس ودور الجميلية والعزيزية في حلب ومصايف لبنان في عالية وصوفر وبحمدون وبكفيا وشوير وغيرها وبعض الدور المحدثة في دمشق إلا مثال منها. ومن أهم أبنية الشام المحدثة دير الكازانوفا في الناصرة ، ودير الألمان ودير الروس في القدس ، ومدرسة اليسوعيين والجامعة الأميركية وقصر الصنوبر في بيروت. ومحطة السكة الحجازية في دمشق ، ومحطة سكة بغداد في حلب ، وغير ذلك من القصور الخاصة والفنادق والمدارس والملاجئ والمياتم والمستشفيات في القدس وطبرية وبيروت ولبنان وغيرها. ومن أهم دور القرن الماضي في دمشق دار القوتلي وشامية وعنبر وشمعايا واستانبولي والحلبوني. ومن الدور الحديثة قصر الإمارة الجديد في عمان سموه قصر رغدان. ويسرع البلى إلى ما كان بناؤه منها من الخشب والطين أو بعضها منهما على الأغلب. وأكثر دمشق كانت كذلك ظاهرها تنبو عنه العين والزخرف في داخلها قال البحتري :
وتأملت أن تظل ركابي |
|
بين لبنان طلّعا والسنير |
مشرفات على دمشق وقد أع |
|
رض منها بياض تلك القصور |
ومع أن المقالع قريبة من دمشق وفيها ضروب الحجر الجميل من أبيض ومائل إلى الصفرة أو الحمرة ، فإن القوم يستسهلون أو يسترخصون البناء بالخشب واللبن أو الحجر الأسود البركاني فيبنون به كما يبني أهل حمص بل أهل كل بلد كانت الحرار السوداء قريبة منهم. وأجمل الحجر الحجر الرملي في بيروت وحجر حلب. ولم يزل بناء بيت المقدس ـ كما قال القاضي الفاضل ـ من الرخام الذي يطرد ماؤه ، ولا ينطرد لألاؤه ، قد لطف الحديد في تجزيعه ، وتفنن في توسيعه ، إلى أن صار الحديد الذي فيه بأس شديد ، كالذهب الذي فيه نعيم عتيد ، فما ترى إلا مقاعد كالرياض لها من بياض الترخيم رقراق ، كالأشجار لها من النبت أوراق. وإن بعض القاعات إذا كتب لها البقاء فلأنها بنيت بالحجر الصلب وتعاورتها أيدي العقلاء فرمتها يوم احتاجت إلى الترميم بطارئ طرأ عليها.