من هو بكلّ شيء عليم ، فقال : قالت الصدق ، هو أعلم بالحلال والحرام والسنن والفرائض ، وما يشاكل على ذلك» ، فقاموا وقالوا : أوقعنا محمد في طخياء ، وخرجوا من باب المسجد. فقال في ذلك أبو محمد العوني (رض) :
إمامي كليم الشمس راجع نورها |
|
فهل لكليم الشمس في القوم من مثل (١) |
عمل أمير المؤمنين بوصية فاطمة الزهراء (من دفنها سرّاً وليلاً من دون إعلامه أحداً) ، وروي أنه عليهالسلام عمّى على قبرها ورشّ أربعين قبراً في البقيع .. (٢).
وفي الخبر : فعمل أمير المؤمنين بوصيتها ، ولم يعلم أحداً بها ، فأصنع في البقيع ليلة دفنت فاطمة عليهاالسلام أربعون قبراً جدداً (٣).
وفي خبر الطبري : وأصبح البقيع ليلة دفنت وفيه أربعون قبراً جدداً ، وإن المسلمين لما علموا وفاتها جاؤوا إلى البقيع ، فوجدوا فيه أربعين قبراً ، فأشكل عليهم قبرها من سائر القبور ، فضج الناس ولام بعضهم بعضاً ، وقالوا : لم يخلف نبيكم فيكم إلا بنتاً واحدة تموت وتدفن ولم تحضروا وفاتها والصلاة عليها ، ولا تعرفوا قبرها. ثمّ قال ولاة الأمر منهم : هاتم من نساء المسلمين من تنبش هذه القبور حتى نجدها فنصلي عليها ، ونزور قبرها ، فبلغ ذلك أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، فخرج مغضباً قد احمرّت عيناه ، ودرت أوداجه ، وعليه قباه الأصفر الذي كان يلبسه في كلّ كريهة ، وهو متوك على سيفه ذي الفقار ، حتى ورد
__________________
(١) الفضائل / ٦٩ ؛ انظر : عيون المعجزات ٥ / ؛ الهداية الكبرى / ١٨٨ ؛ مدينة المعاجز ١ / ٢١٩ ؛ بحار الأنوار ٣٥ / ٢٧٧ ، ٢٧٨ و ٤١ / ١٨٠.
(٢) بحار الأنوار ٢٩ / ٣٩٠.
(٣) بحار الأنوار ٣٠ / ٣٤٩ و ٣ / ٤١٧١ ؛ بيت الأحزان ، الشيخ عباس القمي / ١٨٥.