أصبتم خيراً بجيلاً (١) ، وسبقتم شراً طويلاً» ، ثمّ التفت إليّ فقال : من هذا؟ فقلت : بشير ، فقال : أما ترضى أن أخذالله سمعك وقلبك وبصرك إلى الإسلام ، من بين ربيعة الفرس الذين يقولون لولاهم لائتفكت الأرض بأهلها؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال : ما جاء بك؟ قلت : خفت أن تنكب أو تصيبك هامة من هوام الأرض (٢).
وروى الطبراني عن أبي هريرة قال : مرّ رسول الله صلىاللهعليهوآله بمقبرة قيل بالبقيع ، فقال : «السلام على أهل الديار من بها من المسلمين ، دار قوم ميتين ، وإنا في آثارهم ـ أو قال في آثاركم ـ للاحقون (٣)».
روى صفوان الجمال عن الصادق عليهالسلام : «كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يخرج في ملاء من الناس من أصحابه كلّ عشية خميس إلى بقيع المدنيين» (٤).
قال صاحب الجواهر : ويتأكد استحباب الزيارة (٥) تأسياً بفعل فاطمة عليهاالسلام أيضاً ، وفي خصوص العشية منه تأسياً بالنبي صلىاللهعليهوآله ، فإنه كان يخرج في ملاء من أصحابه كلّ عشية خميس إلى بقيع المؤمنين ، فيقول : «السلام عليكم يا أهل الديار ثلاثاً» (٦).
__________________
(١) أي واسعاً كثيراً ، من التبجيل : التعظيم ، أو من البجال : الضخم ، كذا في النهاية ، مادة (بجل).
(٢) كنز العمال ١٣ / ٢٩٩ ؛ وانظر : فيه ٣٠١ ، و ١٥ / ٦٥٥ ؛ تاريخ مدينة دمشق ١٠ / ٣٠٥ ، ٣١٠.
(٣) كتاب الدعاء / ٣٧٣ ؛ انظر : مصنف عبد الرزاق ٣ / ٥٧٥.
(٤) كامل الزيارات / ٥٢٩ ؛ بحار الأنوار ٩٩ / ٢٩٦ ؛ الحدائق الناضرة ، البحراني ٤ / ١٧١ ؛ مستند الشيعة ٣ / ٣٢٠ ؛ تفصيل وسائل الشيعة ٣ / ٢٢٤ ؛ جواهر الكلام ٤ / ٣٢١ ؛ مستدرك سفينة البحار ٨ / ٣٧٠.
(٥) أي زيارة القبور.
(٦) جواهر الكلام ٤ / ٣٢١ ؛ انظر : فتح الباري ١١ / ٤.