وانتهت الأمنية إلى عمر ، فقال : وددت أنّ لي رجلاً مثل عمير بن سعد ، أستعين به على أمور المسلمين (١).
أقول : كان عمير بن سعد والي عمر بن الخطاب على حمص ، وقتل يوم القادسية سنة عشرة ، وهو إبن أربع وستين سنة (٢) ، وقالوا : إنه كان من محبي معاوية بن أبي سفيان (٣).
روى ابن أبي الدنيا عن محمد بن جبير أنّ عمر بن الخطاب مرّ ببقيع الغرقد ، فقال : السلام عليكم يا أهل القبور ، أخبار ما عندنا أنّ نساءكم قد تزوّجن ، ودوركم قد سكنت ، وأموالكم قد فارقت .. (٤).
أقول : ولكن المتقي الهندي روى عن أبي محمد الحسن بن محمد الخلال في كتاب النادمين ، عن علي قال : دخلت مع علي الجبان ، فسمعته يقول : «السلام عليكم يا ندامى! أما الدور فقد سكنت ، وأما الأموال فقد اقتسمت ، وأما النساء فقد نكحت ، هذا خبر ما عندنا ، هاتوا خبر ما عندكم. ثمّ التفت فقال : لو أذن لهم في الكلام لتكلموا فقالوا : (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى)(٥)(٦).
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ١٢ / ١١٦ ؛ وانظر : المعجم الكبير ١٧ / ٥٣ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٤٦ / ٤٩١ ؛ مجمع الزوائد ٩ / ٣٨٤.
(٢) الطبقات الكبرى ٣ / ٤٥٨ و ٤ / ٣٧٤ و ٧ / ٤٠٢ ؛ تهذيب التهذيب ٨ / ١٢٨.
(٣) انظر : سير أعلام النبلاء ٣ / ١٢٥.
(٤) كتاب الهواتف / ٧٦ ؛ كنز العمال ١٥ / ٧٥١ ؛ الجامع لأحكام القرآن ٢ / ٧٣.
(٥) سورة البقرة : ١٩٧.
(٦) كنز العمال ١٥ / ٧٥٦ ، ح ٤٢٩٨٣.