روى ابن ماجة عن أبي هريرة : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : «إنّ النجاشي قد مات» ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله وأصحابه إلى البقيع ، فصفنا خلفه ، وتقدم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، النجاشي قد مات ، ٢ فكبّر أربع تكبيرات (٢).
وفي رواية أبي داود الطيالسي عنه : كنا عند رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال : «إنّ أخاكم النجاشي قد مات ، فقوموا فصلوا عليه» ، فنهض ونهضنا ، حتى انتهى إلى البقيع ، فتقدم وصففنا خلفه .. (٣).
وفي الحديث : ان رسول الله صلىاللهعليهوآله نعى للناس (وهو بالمدينة) النجاشي (صاحب الحبشة) في اليوم الذي مات فيه ، (قال : «انّ أخاً قد مات») وفي رواية : «مات اليوم عبد لله صالح بغير أرضكم ، فقوموا فصلوا عليه ، قال : من هو؟ قال : النجاشي ، وقال : استغفروا لأخيكم» ، قال : فخرج بهم إلى المصلّى ، وفي رواية : البقيع .. (٤).
وعن مجمع البيان في تفسير قوله تعالى : (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ)(٥) اختلفوا في نزولها ، فقيل : نزلت في النجاشي ملك الحبشة ، واسمه أصحمة ، وهو بالعربية عطية ، وذلك أنه لما مات نعاه جبرائيل لرسول الله في اليوم الذي مات فيه ، فقال رسول الله : «اخرجوا فصلوا على أخ لكم مات بغير أرضكم ، قالوا : ومن؟ قال : النجاشي. فخرج رسول الله إلى البقيع ، وكشف له من المدينة إلى أرض الحبشة ،
__________________
(١) اسمه أصحمة ، ملك الحبشة ، أسلم في عهد النبي صلىاللهعليهوآله ، وأحسن إلى المسلمين الذين هاجروا إلى أرضه ، وأخباره معهم ومع كفار قريش مشهورة ، توفي ببلاده قبل فتح مكة ، والنجاشي لقب له ولملوك الحبشة ، مثل كسرى للفرس ، وقيصر للروم. انظر : أسد الغابة ١ / ١١٩ ، رقم ١٨٧.
(٢) سنن ابن ماجة ١ / ٤٩٠ ؛ انظر : مصنف ابن أبي شيبة ٣ / ١٨٤.
(٣) مسند أبي داود الطيالسي / ٣٠٣ ؛ انظر : مصنف ابن أبي شيبة ٣ / ٢٤١.
(٤) أحكام الجنائز / ٨٩.
(٥) آل عمران / ١٩٩.