فقال علي بن يقطين : يا هذا ، إنّ أمري عظيم ، وآلى عليه أن يأذن له.
فلما دخل قال : يا إبراهيم ، إنّ المولى عليهالسلام أبى أن يَقْبلني أو تغفر لي.
فقال : يغفر الله لك.
فآلى عليّ بن يقطين على إبراهيم الجمال أن يطأ خدّه ، فامتنع إبراهيم من ذلك ، فآلى عليه ثانياً ففعل ، فلم يزل إبراهيم يطأ خده وعلي بن يقطين يقول : اللهم اشهد ، فانصرف وركب النجيب ، وأناخه من ليلته بباب المولى موسى بن جعفر عليهالسلام بالمدينة ، فأذن له ودخل عليه فقبله (١).
روي عن العياشي : مات يونس بن يعقوب بالمدينة ، فبعث إليه أبو الحسن الرضا عليهالسلام بحنوطه وكفنه وجميع ما يحتاج إليه ، وأمر مواليه وموالي أبيه وجدّه أن يحضروا جنازته ، وقال لهم : هذا مولى لأبي عبد الله عليهالسلام وكان يسكن العراق ، وقال لهم : احفروا له في البقيع ، فإن قال لكم أهل المدينة : إنه عراقي ولا ندفنه في البقيع ، فقولوا لهم : هذا مولى لأبي عبد الله وكان يسكن العراق ، فإن منعتمونا أن ندفنه في البقيع منعناكم أن تدفنوا مواليكم في البقيع ، فدفن في البقيع ، ووجه أبو الحسن علي ابن موسى إلى زميله محمد بن الحباب وكان رجلاً من أهل الكوفة ، فقال : صلّ عليه أنت (٢).
__________________
(١) بحار الأنوار ٤٨ / ٨٥.
(٢) انظر : اختيار معرفة الرجال ٢ / ٦٨٣ ؛ بحار الأنوار ٦٦ / ٢٩٨ و ٧٩ / ٢٦ ؛ الحدائق الناضرة ٤ / ١٥٠ ؛ خاتمة المستدرك ٥ / ٣٩٤ ؛ سماء المقال في علم الرجال ، الكلباسي ٢ / ٢٣٨ ؛ معجم رجال الحديث ٢١ / ٢٤٠.