أم سلمة توفيت وطارق أمير المدينة ، فأتى بجنازتها بعد صلاة الصبح ، فوضعت بالبقيع .. (١).
جاء في حديث مسلم عن عائشة : أنّ بعض أزواج النبي صلىاللهعليهوآله قلن له : أيّنا أسرع بك لحوقاً؟ قال : أسرعكنّ لحوقاً بي أطولكنّ يداً ، فكان أسرعهنّ لحوقاً به زينب بنت جحش .. توفيت سنة عشرين ، وفيها فتحت مصر ، وقيل : إحدى وعشرين ، وقد بلغت ثلاثاً وخمسين سنة ، ودفنت بالبقيع (٢).
روى ابن سعد عن ابن كعب : أنّ زينب أوصت أن لا تتبع بنار ، وحفر لها بالبقيع عند دار عقيل ، في ما بين دار عقيل ودار ابن الحنفية ، ونقل اللبن من السمينة ، فوضع عند القبر ، وكان يوماً صائفاً (٣).
وروى أن عمر أمر بفسطاط ، فضرب بالبقيع على قبرها ، لشدة الحرّ يومئذ ، فكان أول فسطاط ضرب على قبر بالبقيع (٤).
وروي أنها قالت : اللهم لا يدركني عطاء لعمر بن الخطاب بعد هذا ، فماتت ، وصلى عليها عمر بن الخطاب ، ودخل قبرها أسامة بن زيد ، ومحمد بن عبد الله بن جحش ، وعبد الله بن أبي أحمد بن جحش ، قيل : هي أول امرأة صنع لها النعش ،
__________________
(١) الطبقات الكبرى ٨ / ٤٦١ ؛ السنن الكبرى ٢ / ٤٦٠ و ٤ / ٣٢ ؛ تاريخ مدينة دمشق ٢٤ / ٤٣٣.
(٢) حاشية إعانة الطالبين ٣ / ٣١٣ ؛ انظر : الطبقات الكبرى ٨ / ١٠٩ و ١١٣ ؛ المستدرك على الصحيحين ٤ / ٢٤ ؛ أسد الغابة ٥ / ٤٦٥ ؛ عون المعبود ٨ / ٣٣٨ ؛ البداية والنهاية ٤ / ١٦٩ و ٧ / ١١٩ ؛ السيرة النبوية ٣ / ٢٨٤.
(٣) الطبقات الكبرى ٨ / ١٠٩.
(٤) الطبقات الكبرى ٨ / ١١٣ ؛ انظر : المستدرك على الصحيحين ٤ / ٢٤.