قال الصالحي : مات أسعد بن زرارة والمسجد يبنى ، وقال ابن الجوزي في الثانية : فكان أول من مات من المسلمين ، ودفن بالبقيع ، وكان أحد النقباء الاثني عشر (١) ، وقيل : أنه جمع لأسعد بن زرارة الأولين : فهو أول من صلي على جنازته ، وهو أول من دفن بالبقيع (٢).
لقد بسطنا الكلام في شأنه في أول الكتاب ، في بحث «أول من دفن بالبقيع» (٣) ، فراجع.
ويكنى أبامحمد ، وأمه فاطمة بنت الحسين الأثرم بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهالسلام ، ويعرف باسماعيل الأعرج ، وكان أكبر ولد أبيه (٤) ، وكان أبو عليهالسلام شديد المحبة له والبر به والاشفاق عليه ، وكان قوم من الشيعة يظنون أنه القائم بعد أبيه والخليفة له من بعده ، إذ كان أكبر اخوته سناً ، ولميل أبيه إليه واكرامه له (٥) ، (ولما كان عليه من الجمال والكمال الصوري والمعنوي (٦)) ، مات في حياة أبيه بالعريض ، وحمل على رقاب الرجال إلى أبيه بالمدينة ، حتى دفن بالبقيع (٧) ، توفي سنة ثلاث
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ١٢ / ٥٢.
(٢) موسوعة التاريخ الإسلامي ٢ / ٢٨.
(٣) انظر : صفحة ٣٧ من هذا الكتاب.
(٤) عمدة الطالب / ٢٣٣ ؛ انظر : بحار الأنوار ٤٧ / ٢٤١.
(٥) كشف الغمة ٢ / ٣٩٤.
(٦) تحفة العالم ، المطبوع في بحار الأنوار ٤٨ / ٢٩٥.
(٧) الارشاد ٢ / ٢٠٩ ؛ المستجاد من الارشاد (المطبوع بالمجموعة النفيسة) / ١٨٠ ؛ بحار الأنوار ٤٧ / ٢٤١ و ٤٨ / ٢٩٥ ؛ انظر : شرح الأخبار ٣ / ٣٠٩ ؛ اعلام الورى ١ / ٥٤٦ ؛ عمدة الطالب / ٢٣٣ ؛ كشف الغمة ٢ / ٣٩٤ ؛ سر السلسلة العلوية / ٣٤ ؛ مجمع البحرين ٢ / ٤٢٠ ؛ ينابيع المودة ٣ / ١٦٣ ؛ مستدرك سفينة البحار ٨ / ٣٨٨ ؛ تهذيب المقال ، السيد محمد علي الموحد الأبطحي ١ / ٤٥٦.